راجت أخبار رهيبة عن جرائم ترتكب في حق المصحف الشريف ببعض المساجد في العلمة وسطيف وقالمة من إحراقه وتمزيقه وتلويثه من قبل بعض الأشخاص مجهولي الهوية في مساجد آمنة، وتابعنا بكل أسف مسلسل تهديم مسجد قرية أغريب في ولاية تيزي وزو من قبل التيار التقليدي العلماني بقيادة حزب سياسي معروف لا يعارض بناء الكنائس ويدعي أنه يحارب الإسلام السلفي، وخارج الجزائر تابعنا فصلا كاملا عن قس أمريكي أصولي أراد إحراق 002 نسخة من القرآن الكريم بمناسبة الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر 1002 . كل هذه الأخبار وغيرها من الأخبار التي تمس العالم الإسلامي، تؤكد أن هناك هجمة شرسة مركزة تستهدف الدين الإسلامي كدين سماوي تمكن من مواجهة تحديات عالمية منذ أكثر من 41 قرنا، وللتاريخ فإن استهداف الإسلام تمثل في استهداف المسلمين من الناحية التاريخية حيث عرفت منطقة الشرق الأوسط حروبا صليبية دامت عدة قرون استهدفت بالخصوص القدس الشريف لأنها ملتقى الديانات السماوية الإسلام حيث عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم الى سدرة المنتهى وكنيسة القيامة حيث تزعم المسيحية أنه المكان الذي صلب فيه المسيح عليه السلام وهيكل سليمان عليه السلام الذي تحول الى حجة اليهود للقضاء على أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الأقصى، وفي العصر الحالي لا زالت الحروب الصليبية قائمة من خلال الاحتلال الصهيوني لفلسطين والهجمات والاعتداءات الشرسة ضد اللبنانيين والاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان مع ما يحدث لباكستان من حرب شبه أهلية واجهتها حركة طالبان وباطنها ضرب الإسلام بالصميم . مقابل هذه الحرب العسكرية المباشرة ضد الإسلام من خلال ضرب بعض الدول الإسلامية، هناك حملة إعلامية شرسة ضد الإسلام في وسائل الإعلام الغربية بدأت بهجمة عن طريق الرسوم الكاريكاتورية ضد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبناء صورة نمطية ذهنية تربط بين الإسلام والتخلف والإرهاب والهمجية والبربرية من خلال تصوير سلبي لكل ما يحدث في العالم الإسلامي من أحداث فظيعة على الرغم من أن الظاهرة الإرهابية بدأت في الدول الغربية أصلا ممثلة في حركات يسارية دموية في اليابان أو الجيش الأيرلندي في ايرلندا أو حركة ''إيتا '' الباسكية في إسبانيا وغيرها من الحركات اليسارية في العالم الغربي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ولازالت الصورة النمطية السلبية قائمة في وسائل الإعلام الغربية التي تربط بين الظاهرة الإرهابية والدين الإسلامي ولهذا نعتقد أن مسرحية إحراق نسخ من القرآن الكريم بمناسبة الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 سبتمبر 1002 جاءت لتبييض صورة الساسة الأمريكيين، حيث صرح الرئيس أوباما أن أمريكا عدوة للقاعدة وليست عدوة للإسلام، أي أنها دعوة لتمييز بين الإسلام والإرهاب، علما أن هذا التنظيم الإرهابي حقا ضرب العالم الإسلامي أكثر مما ضرب أي دولة أخرى لا تدين بالإسلام بل إن هذا التنظيم لم يمس إسرائيل ولا مرة واحدة ولكنه عاث فسادا في أفغانستان وباكستان واليمن ومصر والجزائر وموريتانيا والعراق، وقد مكن هذا التنظيم بأسلوبه الهمجي من تضييق الخناق على الحركات المسلحة النقية مثل حركة حماس في فلسطين والمقاومة العراقية الرافضة للاحتلال الأمريكي والمنطق الطائفي السائد. مسلسل ضرب الإسلام لن ينتهي بتوقف مسرحية إحراق نسخ من القرآن الكريم ورسوم كاريكاتورية تسيء للإسلام والمسلمين ولخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وهدم المساجد والتشهير بالمسلمين في وسائل الإعلام الغربية المسيطر عليها من قبل رجال الأعمال أغلبيتهم ذات أصول يهودية، لأنها معركة أبدية حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز الحكيم ''ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم''. فالأصل في الرضى هو الارتداد عن الدين الإسلامي وتبني الدين المسيحي أو الدين اليهودي أو حتى الديانات الوضعية أو اللادين أي تبني الإلحاد، المعركة قائمة وعناوينها كثيرة وبيادقها من مختلف الجنسيات وحتى من المسلمين المغرر بهم؛ فمعركة المسلمين هي معركة الإسلام سواء مع الإرهاب أو المصحف أو المسجد أو التسلح أو العلم.