أطلق رئيس حكومة إسرائيل السابق النار بشدة على زعيم حزب ''العمل'' وزير الدفاع ايهود باراك على سلوكه المتعجرف والفظ مع مرؤوسيه وعلى ''ثرثرته الزائدة'' خلال اجتماعات الحكومة. ونعته ب ''المخيب للآمال'' و''غير الوفي'' و''عديم المسؤولية''، مضيفا أن باراك هو ''أسوأ رئيس حكومة في تاريخ إسرائيل''. وكانت العلاقات بين اولمرت وباراك تردّت بعد عام على بدء الشراكة الحكومية بينهما في صيف عام 8002 عندما انضم باراك إلى المطالبين بتنحي اولمرت على خلفية الشبهات الموجهة إليه بتلقي الرشاوى. وقال اولمرت في كتاب سيصدر قريبا يتطرق إلى سيرته الذاتية، ونشر جزء منه أمس في صحيفة ''يديعوت أحرونوت''، إن باراك توسل إليه عام 6002 مرارا لضمه إلى قائمة حزب ''كديما'' الانتخابية، الذي تولى (اولمرت) زعامته بعد إصابة رئيس الحكومة السابق أرييل شارون بجلطة دماغية. وروى تفاصيل لقاءات بادر إليها باراك معه شرح له فيها، بغرور غير خفي، أهمية أن يكون رجل مثله إلى جانبه في رئاسة الحكومة، وأنه مستعد للالتزام خطيا بأنه لن ينافسه في المستقبل على زعامة الحزب. وأضاف اولمرت أنه بعد تردد كبير حسم الأمر ورفض العرض، بعد أن حذرته استطلاعات للرأي أجراها حزب ''كديما'' من أن ضم باراك إلى الحزب سيفقده مقاعد برلمانية كثيرة. وتابع اولمرت أنه بعد أن شكل حكومته في مارس عام 6002 وعيّن زعيم ''العمل'' عمير بيرتس وزيرا للدفاع، لم يكف باراك عن التآمر ضد بيرتس من خلال محاولة إقناع اولمرت بتنحية بيرتس من منصبه، خصوصا بعد الحرب الفاشلة على لبنان، لكن وزراء ''العمل'' وحتى المؤيدين لباراك حذروا اولمرت من أن من شأن خطوة كهذه أن تكلفه انسحاب ''العمل'' من الائتلاف الحكومي. وانضم باراك إلى حكومة اولمرت في جوان عام 7002 بعد أن نجح في هزم بيرتس في الانتخابات الداخلية على زعامة ''العمل''، ما اضطر الأخير إلى الاستقالة ليحل باراك في وزارة الدفاع. ويكمل اولمرت فترة نحو عامين قضاهما مع باراك وزيرا للدفاع في حكومته فيكتب: "تعرفت إلى باراك آخر غير الذي عرفته من سنوات سابقة... هوَس الثرثرة عنده تواصَل... عندما يبدأ بالحديث لا يتوقف ولا يتيح لأحد أن يقول جملة واحدة... في الاجتماعات غلبَ عليه النعاس، لكن الأنكى من كل هذا أنه شخص متردد وليس حازما، بل فوجئت بأنه يفتقر إلى القدرة على اتخاذ القرارات... هذا ما برز تحديدا حين توقعت من شخص مثله، مع الخبرة التي اكتسبها (في حياته العسكرية وكرئيس سابق للحكومة) أن يكون موقفه واضحا وحادا في القضايا الأمنية''. وتابع: ''في الماضي كنت أكنّ التقدير العميق لباراك الذي أثار فيّ انطباعا جيدا على بلاغته وسعة آفاقه وخبرته الغنية في الجيش، بل دافعتُ عنه في الانتخابات لرئاسة الحكومة (عام 9991)، لكن سرعان ما تبين أنه رئيس حكومة سيء، ربما الأسوأ في تاريخ الدولة''. يذكر أن الإسرائيليين يرون في باراك ''سيد الأمن'' نظرا لتاريخه العسكري الحافل وكونه أكثر العسكريين في تاريخ ''إسرائيل'' نال أوسمة، وهو دائما أفضل المرشحين في نظرهم لمنصب وزير الدفاع، لكنهم في الوقت ذاته يرون فيه سياسيا فاشلا، خصوصا بعد أن اختبروه رئيسا للحكومة وأسقطوه بعد عشرين شهرا فقط على تسلمه منصبه. يذكر أن سجل أولمرت الاسود في مساره السياسي والذي انتهي باستدعاء الشرطة له للتحقيق معه في قضايا فساد ورشاوى ليس أحلك من سجل باراك فساسة إسرائيل كلهم لون واحد.