هي آهات الإنسان، ومسالك الزمن الردعي، الذي ذهب في سلوك الجراحات والمآسي، هذا الزمن ترجمه الروائي شرف الدين في روايته المعنونة ب ''جيل نابليون الحزين'' والمقصود بهذا العنوان هو جبل القنطرة الشامخ بولاية بسكرة ورمز لهذا الشموخ عبر العصور والأزمنة بانحناء الأيام والشهور والسنوات التي مرت بالجزائر، وتقوقعت في زاوية النار والدمار وحبكها جيدا في تعرض المثقف والطالب الجزائري ومعاناته من ويلات سنوات العنف الذي كان زائرا لمدة طويلة قضت على الأخضر واليابس. يقول شكري شرف الدين في روايته على مدار 110 صفحة هل كانت رغبتنا في التموت الصّموت هي الشفاعة الوحيدة التي أبقت علينا أحياء حتى هذه الساعة!؟.. ولكن كثيرا منّا مات حقا ولم يعد إلينا حتى هذه الساعة! لعبة القدر الأحمق، هي التي كانت تحرّكنا وهي لم تنته حتى هذه الساعة، الصدفة كانت أكثر حقيقة من الواقع ذاته. هذه اليد التي تحط سيرة هذا ''الجبل'' الحزين هذا القلب الذي كف عن النبض مُذ ملايين السنين، هذه السجارة التي ظلت تشتعل على رابية مدينة الموت، كانت ولا تزال بنتا لصوقا بالصدفة. حيث تشتعل الأوطان، لا مهرب لدنيا أقتل من الصدفة، كي نعترف عميقا بأننا نعيش الواقع بكل جوارحنا! وبكل جوارحنا، كنا نعترف للآخر بموتنا فيه.. صدفة! يذكر أن الرواية الصادرة عن دار فيسيرا للنشر والتوزيع هذه السنة مرشحة لمسابقة البوكر .2010