صرح رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، أمس، أن مشروع القانون المتعلق بتجريم الاستعمار لن يعرض على البرلمان خلال هذه الدورة ولا حتى خلال الدورة المقبلة ''لاعتبارات دبلوماسية وقانونية''. في هذا الخصوص أكد زياري الذي حل ضيفا على حصة '' مباشرة من البرلمان'' التي تبث على أمواج القناة الثالثة، أن القانون المتعلق بتجريم الاستعمار ''غير مدرج في جدول أعمال الدورة الحالية والمحتمل خلال الدورة المقبلة'' حيث ربط هذا القرار باعتبارات ''دبلوماسية ودولية وقانونية''. من جهة أخرى، أوضح نفس المسؤول أن نصا قانونيا حول هذه المسألة يتطلب ''تفكيرا طويلا'' ويطرح أيضا ''عددا من المشاكل التي يتعين تسويتها''. كما ذكر زياري أن الجزائر تبقى ''متمسكة بهذا الموقف'' وتطالب المستعمر الفرنسي ''بالاعتراف بالجرائم التي ارتكبها في مستعمراته السابقة خصوصا بالجزائر'' . وموقف زياري هو رد على صوت نواب وجمعيات، ومؤخرا ضمت جمعية 8 ماي 1945 صوتها إلى المنظمة الوطنية للمجاهدين، حول مقترح قانون تجريم الاستعمار وقالت إنها ''مبادرة شعبية لا علاقة لها بالأحزاب السياسية''، وأعلنت دعمها أمين عام منظمة المجاهدين الذي حمّل البرلمان وأعضائه مسؤولية استغلال الصلاحيات التي يتيحها الدستور، لتمرير المقترح. وصرح سعيد عبادو أيضا بأن منظمته تعتقد بأنه لا يوجد شيء يمنع تمرير مقترح قانون تجريم الاستعمار في البرلمان، على خلفية حالة الجمود التي يوجد عليها مقترح 125 نائب إثر امتناع الحكومة عن إبداء موقفها من المشروع. وأوضح عبادو في رده على الربط بين اتفاقيات إيفيان وقانون تجريم الاستعمار، بأن الفرنسيين ''لم يوفوا بتعهدات صادقوا عليها في الاتفاقيات، تتعلق بتقديم الدعم للدولة الجزائرية الناشئة في مختلف الميادين.. فلماذا إذن التباكي على مصير الاتفاقيات ولماذا ذرفوا دموع التماسيح عليها عندما حان وقت تمرير قانون تجريم الاستعمار، الذي ينبغي التأكيد بأنه جاء ردا على قانون تمجيد الاستعمار''. وحول الأشخاص والجهة المعنية بانتقاده، قال أمين عام منظمة المجاهدين ''إنهم معروفون ولا داعي لذكرهم، المهم أقول لهم إن الفرنسيين هم من دفنوا اتفاقيات إيفيان، كما أقول لهم إن التجريم الذي نريده لا يخص فترة الثورة فقط وإنما 132 سنة احتلال وإبادة ونهب''. وحول سؤال يتعلق بمصير مقترح القانون الذي تمتنع الحكومة عن إبداء رأيها فيه، ويرفض مكتب المجلس الشعبي تحمل مسؤولياته بالاحتكام إلى القانون الذي يخوله صلاحية تمريره، قال عبادو ''مثل هذا السؤال ينبغي أن يوجه للبرلمانيين الذين لهم كل الصلاحيات لتمرير المبادرة، فقد اطلعت على القانون العضوي. كما هاجمت حركة الإصلاح الوطني حزب جبهة التحرير الوطني واتهمتها ب ''اعتماد ازدواجية الخطاب ومغالطة الرأي العام الوطني''، بشأن مبادرة إصدار قانون تجريم الاستعمار. وقال بيان للحركة إنها (الحركة) ''تتعجب من بعض الأحزاب التي تواصل انتهاج الخطاب المزدوج بدعوتها لسن قانون تجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر، رغم أن هذه الأحزاب تملك رئاسة المجلس الشعبي الوطني وتحوز أغلبية أعضاء مكتب المجلس'' في إشارة صريحة إلى حزب جبهة التحرير الوطني. وذكر البيان أن الأفلان، دون ذكره بالاسم ''يحوز الأغلبية وانتقدت أحزاب أخرى المسألة معتبرة إياها سجلا تجاريا يستخدم للحفاظ على الواقع السياسية ''المتميزة'' وكسب الاصوات الانتخابية ليس إلا..