اتهم وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، أمس، التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، ومن قال إنهم ''أتباعه بالجزائر''، بالوقوف وراء حملة الانتقادات، التي تطال الأئمة الذين انتدبتهم الوزارة، لتأطير مساجد الجالية بالخارج. وقال الوزير إن تلك الانتقادات ''مصدرها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وأتباعه بالجزائر، وهم يريدون إفراغ المساجد التي بنتها جاليتنا بفرنسا، كي يتمكنوا من السيطرة عليها (...) جاليتنا مرتبطة بمساجدها، وتلك المساجد تزرع الوطنية، حتى أنها توزع الأعلام الوطنية، الأمر الذي يزعج الكثيرين مما يدفعهم إلى توجيه تلك الانتقادات''. وتابع غلام الله، الذي كان يخاطب نظّار الشؤون الدينية بالولايات، لدى اجتماعه بهم بدار الإمام بالعاصمة، مبديا أسفه لذلك، وقال ''المواقف الحزبية تؤثر، للأسف، على المواقف الوطنية''، كما أشار إلى وجود ناشطين إخوانيين من المملكة المغربية، لهم ضلع في الهجوم على أئمة الجالية، حيث سجّل أن ''ثمة حزب بفرنسا ينشط به إخوان من المغرب، ويؤيده جزائريون يكتبون ضد الأئمة''. كما لاحظ المتحدث أن عديد الشخصيات التي تهاجم الأئمة المنتدبين بالخارج ''تستقبل بالجزائر أحسن استقبال، لدى حضورها نشاطات المجلس الإسلامي الأعلى من محاضرات ولقاءات علمية، وبدل إسداء الشكر لوطنها، تسيء إليه من خلال نشر الأكاذيب''. ودافع غلام الله عن الأئمة المنتدبين للخارج، وقال بشأنهم ''قد جعلوا من المساجد قلاعا لا يستطيع ولوجها الدعاة، الذين يريدون الإضرار بالمصلحة الوطنية، والتفريق بين فئات الشعب باسم الإسلام''، وأضاف ''للأسف فإن أولئك الدعاة يجدون بالجزائر بيوتا تستقبلهم، وتجمع لهم الناس ليسمعوا لهم''. كما سجل الوزير وجود جهة ثانية تشارك في الحملة ضد أئمة الجالية، وهي، حسبه، تتمثل في ''أعداء اللغة العربية بالجزائر، ممن ينتقدون الأئمة بدعوى عدم إتقانهم اللغة الفرنسية، لكن هدفهم الحقيقي هو الحيلولة دون انتقال أئمة إلى فرنسا لنشر الثقافة العربية الإسلامية وسط الجالية هناك''. من جهة ثانية، دعا الوزير نظّار القطاع إلى ترشيح ما بين ثلاثة إلى أربعة أئمة عن كل ولاية، ''لتختار الوزارة من بينهم مرافقين للحجاج''، كما أعلن أن المساجد ''ستتولى تقديم دروس وتوجيهات حول مناسك الحج، لفائدة الحجاج من رجال ونساء''. كما أهاب الوزير بالأئمة ''فتح المساجد لتقديم دروس للأطفال، لملأ فراغ العطلة الصيفية، وحمايتهم من الآفات الاجتماعية''.