لم تهضم وسائل الإعلام البريطانية نتيجة التعادل التي فرضها المنتخب الوطني الجزائري على نظيره الإنجليزي في مباراة أول أمس، وانهالت الصحف الإنجليزية الصادرة أمس على فريقها بحملة نقد لاذعة لم يسبق ان تعرض لها الفريق من قبل، في حين وضعت صحف أخرى علامات استفهام كبيرة أمام الراتب السنوي للمدرب الإيطالي فابيو كابيلو والمقدر ب 6 ملايين جنيه إسترليني أو ما يعادل 66 مليار سنتيم بالعملة الوطنية. وكان لافتا قيام معظم مواقع الصحف على الانترنت بتعطيل خدمة التعليقات على المقالات، والتي تلقت آلاف الرسائل أكثرها لا يصلح للنشر بسبب ما حملته من شتائم وكلمات بذيئة في حق عناصر المنتخب الإنجليزي ومدربه الإيطالي المعروف بحنكته الكبيرة. وعلى الرغم من تنوع المقالات والتحليلات التي غطت صفحات كل الجرائد وحجبت مواضيع سياسية واقتصادية هامة، إلا أن كل الكتابات كانت تسير في اتجاه واحد وتشابهت إلى حد كبير عندما وصفت مقابلة سهرة أول أمس بلقاء العار، على حد تعبير الديلي ميل، فيما اعترفت صحف أخرى بنجاح أشبال الشيخ رابح سعدان في فك طلاسم خطة المخضرم الإيطالي فابيو كابيلو الذي شاهد فريقه على حافة الانهيار لولا تسرع عناصر المنتخب الوطني في تحويل العرضيات إلى أهداف محققة على حد قول الديلي إكسبرس. ولعل الانفراد الوحيد هو ما استهلت به الغارديان مقالها الرئيسي عندما عادت إلى ما فعله الطاقم الفني الجزائري الذي قرر عرض فيلم ''معركة الجزائر'' على اللاعبين من أجل شحذ هممهم وتحضيرهم ل ''موقعة كيب تاون''. وتساءلت الصحيفة عن سر غياب الروح الوطنية والنزعة القومية لدى رفقاء واين روني في مثل هذه الظروف برغم ما تزخر به بلادهم من تاريخ حافل، مشيرة إلى أن أداء الإنجليز كان بحق صدمة للجميع وصار يثير مخاوف الكثيرين في اللقاء الأخير ضد سلوفينيا حيث يتحتم الفوز به للمرور إلى الدور الثاني. والواقع أن الغارديان كتبت عنوانا ساخرا وبالبنط العريض تقول فيه ''بهذا الأداء فإن سلوفينيا ستضرب لاعبينا على قفاهم واحدا واحدا'' وطبعا لم تفوت الصحيفة الفرصة دون أن تنوه بقدرات اللاعبين الجزائريين وخصت بالذكر كلا من كريم زياني ونذير بلحاج وحسن يبدا وصخرة الدفاع مجيد بوڤرة. الديلي ميرور قالتها صراحة حينما اعتبرت أن عددا من عناصر المنتخب الإنجليزي أصبحوا لا يستحقون حمل قميص منتخب الأسود الثلاثة، واصفة إياهم بلاعبي النوادي وجامعي الأموال، كما أشارت إلى أن الأداء الباهت سيؤثر لا محالة على عدة صفقات هامة لانتقال اللاعبين في هذه الفترة ولعل أبرزها ما تردد عن احتمال تعاقد القائد ستيفن جيرارد مع نادي ريال مدريد الإسباني. وبعدما فتحت النار على مهاجم المان يونايتد واين روني بسبب تعليقاته ضد أنصار منتخب بلاده الذين أطلقوا صافرات الاستهجان قبل نهاية المباراة، كتبت ''الصن'' الأكثر شعبية ورواجا في بريطانيا تقول إن هذا المنتخب لا يستحق المرور إلى الدور الثاني لأنه عجز عن الإطاحة بالمنتخبين الجزائري والأمريكي. وذكرت الصحيفة أن المشجعين الإنجليز ظلموا المدرب السويدي زفان إيريكسون الذي قاد إنجلترا إلى ربعي نهائي 2002 و 6002، مؤكدة أن الناس الآن باتوا يتحصرون على أيام إيريكسون الذي لم يكلف خزينة اتحاد الكرة 6 ملايين جنيه كما يفعل كابيلو. ووضعت الصحيفة علامة استفهام كبيرة حول هذا المبلغ الذي لم يضمن للفريق أي فوز بعد. وعلى العموم لم تنس تلك الصحف، رغم نبرة الغضب العارمة، أداء رفقاء القائد عنتر يحيى واستحقاقهم لنقطة التعادل الثمينة التي انتزعوها من أنياب الأسود الثلاثة. وبحسب الديلي ميل فإن زياني صال وجال وراوغ الإنجليز، واعتبرت الصن بلحاج ويبدا، لاعبا بورتسموث، ثنائيا من ذهب، لكنها وصفت مجيد بوغرة بأنه مدافع خارق استطاع أن يقزّم روني ويحرمه من اللعب بشكل تام. مشجع غاضب يقتحم غرفة ملابس المنتخب الإنجليزي خلق الاداء الذي فرضه الخضر على المنتخب الانجليزي حالة غضب كبيرة لدى الهوليغانز الذين لم يتحملوا فرض بوڤرة ورفاقه التعادل امام منتخبهم الذي يعج بالنجوم نوقد حاول العديد منهم اقتحام غرف الملابس الخاصة بالمنتخب الانجليزي، وتصدى ديفيد بيكهام لمشجع إنجليزي كان قد اقتحم غرفة الملابس المنتخب، وقد تمكّن حراس الأمن من إيقاف هذا المشجع الغاضب من أداء منتخب بلاده المخيب أمام الخضر. وقد جاء هذا الاقتحام بعد خمس دقائق من مغادرة الأميرين هاري ووليام لغرف تغيير ملابس الفريق بعد أن اجتمعوا باللاعبين، وهو ما أثار التساؤلات والمخاوف حول الإجراءات الأمنية المحيطة بأحد أفراد العائلة المالكة البريطانية أولا وبالمنتخب الإنجليزي ثانيا، وقد أشار ديفيد بيكهام إلى أنّه قد تنبه للمشجع وهو يدخل للغرفة فتمكن من إيقافه قبل أن يصل إلى أي أحد من اللاعبين أو الجهاز الفني. هذا وقد بدأت السلطات المحلية في كيب تاون باستجواب هذا المشجع وذلك قبل البدء بتحقيق شامل حول الحادث، وقد علق أحد الخبثاء على هذا الاختراق الأمني قائلا: ''إن على كابيللو اصطحاب هذا المشجع إلى مباراة سلوفينيا، فهو يمتلك مهارات بالاختراق لا يملكها أي لاعب في المنتخب الإنجليزي."