قال الدفاع المدني السوري إن مدنيين قتلوا بغارات جوية بالفوسفور والنابالم على مدينة عربين في الغوطة الشرقية، وقد نفى النظام السوري استخدام الأسلحة الكيميائية في غوطة دمشق المحاصرة، وقال مراسل الجزيرة إن أربعين قتلوا في قصف للنظام وروسيا على الغوطة. وذكر الدفاع المدني السوري أن الأحياء السكنية بمدينة عربين تعرضت لغارات بالفوسفور والنابالم الحارق المحرمين دوليا، وأخرى بالبراميل المتفجرة، وقد تسببت الغارات باشتعال حرائق كبيرة في المناطق المستهدفة.وقال مراسل الجزيرة في سوريا إن أربعين مدنيا -بينهم أطفال ونساء- قتلوا وأصيب العشرات في قصف طائرات النظام وروسيا مدن دوما وعربين وحرستا، ومناطق أخرى من الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق.وكان مراسل الجزيرة عمر الحوراني نقل في وقت سابق السبت عن الدفاع المدني في الغوطة أن نحو ثمانين غارة جوية استهدفت دوما وحرستا وجسرين، مشيرا إلى استخدام صواريخ ارتجاجية وقنابل محملة بمادتي النابالم والفوسفور.وأسفر القصف عن قتلى وجرحى بالعشرات في مدن عربين ودوما وحرستا، وقد انتشلت 12 جثة لمدنيين بينهم أطفال قتلوا أمس في دوما. النظام ينفي في المقابل، اتهم فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية بأنها تخطط لاستخدام الأسلحة الكيميائية، وأضاف في مؤتمر صحفي بدمشق أن تلك الجماعات "تريد بعد ذلك اتهام النظام السوري بالقيام بالقصف"، كما نفى المقداد استخدام الجيش السوري الأسلحة الكيميائية في الغوطة. ويأتي تصعيد دمشق وموسكو قصفها الجوي على الغوطة مترافقا مع حملة عسكرية برية تشنها كل من قوات النظام السوري والمليشيا الداعمة له من عدة محاور، إذ قال التلفزيون السوري الرسمي إن قوات النظام سيطرت على بلدة مسرابا بعد معارك مع من وصفتهم بالإرهابيين، وأمنت نحو ستين مدنيا كانوا محتجزين في مسرابا. وفد نفى جيش الإسلام -أكبر فصائل المعارضة السورية المسلحة بالغوطة- ادعاءات النظام، مؤكدا أن قواته تخوض معارك تعتبر "الأعنف على عدة جبهات ضد القوات الإيرانية والمليشيا الطائفية التي ترافق قوات النظام في حملتها على الغوطة". وبث جيش الإسلام صورا لما قال إنه هروب أفراد قوات النظام والمليشيا الداعمة له من جبهة الريحان شمال شرق غوطة دمشق، تحت ضربات مقاتليه. إخراج المسلحين وفي سياق متصل، قال المركز الروسي للمصالحة في سوريا إنه يجري مفاوضات مع قادة الجماعات المسلحة في الغوطة لإخراج دفعة جديدة من المسلحين، وقال المركز إن الموقف في الغوطة لا يزال متوترا، مشيرا إلى استمرار قصف المناطق السكنية بدمشق والضواحي القريبة بقذائف الهاون. وكان 13 من مقاتلي هيئة تحرير الشام كانوا معتقلين لدى جيش الإسلام قد جرى إجلاؤهم الخميس الماضي مع عائلاتهم إلى مدينة إدلب عبر مخيم الوافدين القريب من دوما الخاضع لقوات النظام. ويؤكد فصيلا جيش الإسلام وفيلق الرحمن رفضهما التفاوض على خروج مقاتليهما من الغوطة. وفي إدلب شمالي سوريا، أفاد مراسل الجزيرة بأن عشرة مدنيين -بينهم ثلاثة من عائلة واحدة- قتلوا وأصيب عشرات جراء غارات جوية سورية على بلدة كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي. وقال المراسل إن طائرات تابعة للنظام السوري استهدفت مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي ببراميل متفجرة أدت إلى إصابة عدد من المدنيين بجروح حرجة، وألحقت أضرارا جسيمة بممتلكاتهم. يشار إلى أن محافظة إدلب وما يتصل بها من أرياف حلب وحماة واللاذقية مشمولة باتفاق خفض التصعيد برعاية روسية تركية إيرانية.