أعلن أول أمس السفير الكوبي بالجزائر ، غبريال تيال كابوتي ، أن التعاون الجزائري الكوبي في مجال الصحة يسير بخطى ثابتة، حيث قال أن 146 طبيب كوبي متخصصين في طب العيون يزاولون مهامهم في مستشفى الجلفة· وفي سياق متصل، أشار السفير الكوبي إلى بعث التعاون في مجال التكوين الطبي، موضحا أن 500 طالب في الطب من بين 1000 سيستفيدون من فرصة في التكوين بكوبا، إلى جانب تدعيم ومساندة الشركات الجزائرية المنتجة للدواء، على غرار صيدال بالخبرة في صناعة الأدوية الجنيسة و الشراكة الكوبية مع المخبر الجزائري للتطور الصيدلاني (لادفارما)، و المتمثلة في استيراد هذا الأخير للدواء الجديد الذي يحمل اسم (هيبربروت-ب) و الذي يجعل من المريض يتفادى بتر الأرجل ويضمد الجراح التي تصيبها في وقت وجيز. كما أضاف نفس المتحدث على هامش ملتقى علمي حول استراتيجيات التنمية العلمية في كوبا ، أقيم في إطار التبادل العلمي بين البلدين بكلية الطب أمام نخبة من الجامعيين، أن كوبا تهتم كثيرا بقطاع الصحة ، بحيث أحاطته باهتمام خاص و جعلته من أولوياتها، مما جعل الحكومة الجزائرية تشجع هذا التعاون بين البلدين و توقع عدة اتفاقيات في هذا المجال على غرار المستشفيات التي هي في طور الانجاز بعدة مناطق مختلفة في الجزائر. و في نفس السياق أوضح المدير العام للمركز الكوبي للبيوتكنولوجيا ، لويس هيريرة مارتيناز، أن إستراتيجية بلاده الرامية إلى تطوير البحوث في ميدان البيوتكنولوجيا بالمثل المتين. وأكد المدير أن بلاده اعتمدت إستراتيجية تطوير البحث لاسيما ميدان البيوتكنولوجيا منذ سنة 1981 مستشهدا بذلك ب النتائج المحققة في مجال الخدمات والصيدلة . و أرجع مارتيناز النتائج التي حققتها بلاده في مجال البحث العلمي إلى التزام الحكومة التي أخذت على عاتقها الاستثمار في هذا المجال رغم عدم التأكد من تحقيق النتائج مسبقا مذكرا بان هذا الاستثمار قد تم بطرق منسقة ومنظمة على المدى الطويل. موضحا أن الحكومة قد ساهمت في تمويل المشاريع بنسبة 85 بالمائة مؤكدا بان نجاح هذه الإستراتيجية اعتمد بالدرجة الأولى على الكفاءات الوطنية وتكوين إطارات بالخارج لاسيما بأوروبا وروسيا. وقد قامت الحكومة لبعث مشاريع البيوتكنولوجيا -حسب مارتيناز -بتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق نتائج مقبولة رغم العزلة التي كانت تعاني منها كوبا في تلك الفترة من جراء الحصار الاقتصادي المفروض من طرف الولاياتالمتحدة، و حسبه فان استيراتيجية كوبا تختلف عن تلك المنتهجة من الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث أن كوبا منحت الأولوية إلى دعم الإنتاج في قطاع الأدوية وتلبية الاحتياجات الداخلية . وساهمت هذه الخطة المتبعة منذ 20 سنة في تحقيق نتائج مشجعة بمساعدة وزارة الصحة التي كانت تساير القطاع بتقييمها للتطور المسجل في الميدان. وقال مارتيناز أن كوبا قد قطعت مشوارا طويلا في حقل البحث وإنتاج الأدوية مما جعل من مراكز البحث تنتشر على طول الجزيرة . ولدى تطرقه إلى المجمع العلمي لهافانا أشار إلى انه يتكون من 52 مؤسسة بحث تسعى كلها لتحقيق الاندماج داخل كل مؤسسة على حدى ومن ثمة في إطار المجمع ككل . وساهمت -حسبه- هذه الإستراتيجية في تمكين كوبا من تحقيق الاكتفاء الذاتي من حيث استهلاك الأدوية مؤكدا أن تسويق منتجات هذه المراكز جعل ميدان البيوتكنولوجيا في المرتبة الثانية في التجارة الخارجية للبلاد.