سجلت بمساحة 93 ألف هكتار من الأراضي الرعوية كانت متدهورة بجنوب ولاية النعامة نتائج جيدة على مدى 3 سنوات الماضية. وقد زاد إنتاج هذه الاراضي الرعوية بنسبة 25ر50 بالمائة من الشيح الأبيض الذي يمثل نوعا علفيا مقاوما للتصحر و نبتة رئيسية في بنية التوزان الإيكولوجي للمناطق الجافة حسب محافظة تنمية المراعي للولاية. وأوضحت ذات المسؤولة في دورة تكوينية ل 38 إطارا من تقنييها و مهندسيها امس الخميس حول التحكم في البرامج الميدانية و تقنيات البحوث و حماية المناطق الجافة و تهيئة المراعي أن الهدف المتوخى هو إخضاع زهاء 920 ألف هكتار عبر 69 موقعا من المساحات الرعوية بالولاية للحماية و تحسين مردودها العلفي بنسة تترواح بين 65 و 80 بالمائة حسب كميات المياه السطحية و الجوفية المعبأة قبل حلول سنة 2013. ويندرج هذا البرنامج المسطر للخماسي المقبل في إطار عقلنة تسيير النطاق السهبي و التخفيف من الإستغلال المفرط للمراعي الهشة التي يهددها زحف الرمال وإحترام قدرتها على تحمل عدد معين من القطعان و في مدة محددة و كذلك استعمال تقنية زراعة الأعلاف المسقية و فتح المناطق المنتعشة علفيا و تعويضها بحماية نفس الحجم عبر مناطق أخرى. وفي هذا الصدد أكد تقنيو المركز الوطني للبحوث الزراعية في المناطق الجافة من خلال عرض 9 مداخلات حول التقنيات العلمية لحماية المراعي أن للجمعيات المهنية لمربي الماشية دور هام في تحسين وضعية مساحات السهوب المهددة بالتصحر بمشاركة عائلات الموالين و المزاعين في تنفيد مشاريع التنمية الريفية المستدامة و غراسة الأصناف التى تتحمل الجفاف و الملوحة و الحرارة و تحسين إنتاج التمور و إستغلال موارد المياه بطرق عصرية وعقلانية و إعتمادهم التقنيات البديلة لمصادر الطاقة. وأكد مسؤول قطاع السهوب بالولاية أن بوادي النعامة تعرضت إلى الرعي الجائر في السنوات الماضية من القرن الماضي. كما تعرضت بيئتها الطبيعية من نباتات رعوية وحيوانات برية إلى إستغلال غير عقلاني مما أوصلها لحافة الانقراض. وأضاف المسؤول أن هذا الوضع السلبي للبوادي الناجم عن الاستغلال غير العقلاني دفع بالمعنيين كمحافظتي تطوير السهوب و الغابات الى زيادة المحميات الطبيعية والرعوية التي تبلغ مساحتها الحالية المحمية حوالي 528 ألف هكتار يضاف إليها غراسة أزيد من 8.400 هكتارمن الأعلاف المسقية بغية تحسين الغطاء النباتي الطبيعي و تأمين جزء من الاحتياطي العلفي للثروة الحيوانية خلال فترات الجفاف و توفير فرص العمل للقاطنين في البادية و اعادة الحياة البرية لمنطقة البادية المتدهورة و تثبيت الكثبان الرملية لحماية السكك الحديدية و المنشآت الطرقية. وفي هذا الإطار دائما يجري تحسين وضعية مساحات صغيرة ضمن برنامج التنمية الريفية الجوارية للسنة الجارية يسهل التحكم فيها من طرف عائلات المربين الذين يشرفون بأنفسهم على تسيير تلك البرامج بتوجيه من المصالح التقنية لمديرية المصالح الفلاحية. وتسند إلى هاته العائلات - كما أفادت المديرية الفلاحية- أشغال تهييئة مواقع رعوية تقدر مساحة كل واحدة منها بين 120 إلى 240 هكتار وهي قادرة على تحمل من 120 إلى 150 رأس من الأغنام للسماح بنمو الشجيرات العلفية بشكل طبيعي وفقا لكميات الأمطار المتساقطة مع التكفل بغرس أنواع ملائمة أخرى كالقطفة و الأكاسيا المقاومة للجفاف مع إدخال تجربة جديدة عبر السهوب و المنخفضات الوديانية الرطبة المتشبعة بالمياه تتمثل في غراسة الشعير و حبوب أخرى كالخرطال وغيرها.