ما تزال الدعوات الرافضة والمنددة بحظر بناء المآذن في سويسرا متواصلة من داخل وخارج سويسرا مطالبة الدول العربية والإسلامية بمقاطعة جنيف اقتصاديا ووقف كل تعامل تجاري معها، حيث وجه رئيس اتحاد المنظمات الاسلاميه فى سويسرا نداء إلى كل القيادات السياسية في الوطن العربي والاسلامي بضرورة التحرك بسرعة لمواجهة قرار حظر المآذن فى سويسرا لأنه يمثل انتقاص لحرية العقيده الإسلامية وذلك عن طريق مقاطعة البنوك السويسرية وسحب الأموال الإسلامية منها كما دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"دول العالم الإسلامي إلى مقاطعة سويسرا سياحيًّا وسحب الأرصدة المالية من بنوكها. هذه الدعوات أثارت قلق الأوساط الاقتصادية السويسرية جعلتها تعيش حالة من الترقب الشديد من التبعات المحتملة من جراء تفعيل متعاملي الدول العربية والإسلامية مقاطعة البضائع والاستثمارات السويسرية التي مافتئت وتيرتها ترتفع في المنطقة خلال السنوات الأخيرة .وتخشى هذه الأوساط من أن تواجه سويسرا حملات واسعة لمقاطعة منتجاتها كالحملات التي واجهتها دول أخرى تم فيها إثارة قضايا متعلقة بالمسلمين والإسلام وأدت إلى خسائر بمليارات الدولارات كالدنمارك بعد أزمة الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم عام 2006، وهولندا بعد فيلم "فتنة" الذي أعده النائب اليميني جيرت فيلدرز، الذي يدعو إلى فرض ضريبة على الحجاب. وسبق أن حذر خبراء اقتصاديون سويسريون قبل إجراء استفتاء 29 نوفمبر الماضي من أن هذا المسعى المقترح يهدد قدرة الاقتصاد السويسري على المنافسة، كما يضر بصورة البلاد المعروفة بحيادها إضافة إلى تعرض مصالح بلادهم الاقتصادية للخطر وخسارة مليارات الدولارات نتيجة لمقاطعة الصادرات الصناعية السويسرية وتراجع الحركة السياحية والنشاطات المصرفية للمسلمين في سويسرا. وقال رئيس جمعية الأقتصاد السويسري أن بلاده قد تتعرض لخطر دعوات المقاطعة من مختلف الدول العربية والإسلامية، مما سيؤثر سلبيا على صورة سويسرا كدولة حيادية . من جانبه أشار المتحدث الإعلامي باسم اتحاد أصحاب الأعمال السويسريين إلى أن " الاتحاد يراقب بقلق بالغ دعوات المقاطعة التي بدأت تنتشر، ولا بد من التفكير بخطوات لمواجهة تلك الدعوات.. وتقدر قيمة الصادرات السويسرية إلى دول العالم الإسلامي بنحو14 مليار دولار أي ما يعادل 8% من إجمالي الصادرات السويسرية إلى جميع دول العالم. وتعد البنوك السويسرية من أهم البنوك العالمية التي تجذب أموال الأغنياء من دول الشرق الأوسط . وقال المتحدث باسم جمعية المصرفيين السويسريين توماس سوتر نحن نحترم القرار السيادي للشعب السويسري، ولكن بنفس الوقت نحن نخشى من أن يكون هذا الحظر بمثابة رسالة خاطئة إلى العالم الأسلامي، موضحا أن المسلمين عملاء مهمون جدا ومتزايدون في البنوك السويسرية. وتتمثل أهمية الاستثمارات ورؤوس الأموال الإسلامية بشكل عام والخليجية بشكل خاص في هيكل الاقتصاد السويسري في أن 109 مليارات فرنك سويسري (نحو109 مليارات دولار) من أصل 846 مليار فرنك تمثل استثمارات بنك يوبي إس، أكبر البنوك السويسرية من حيث الأصول، الواردة من الخارج والتي تأتي من الأسواق الصاعدة التي تشمل الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.