الشخصيات العالمية تتغيب عن الملتقى الدولي حول التسامح بين الديانات ورجح بوعمران أن تكون أسباب عدم استجابة هذه الشخصيات لدعوة المجلس الإسلامي الأعلى إلى تحسس هؤلاء من موضوع الملتقى نتيجة ما أسماه بالضغوطات الكبيرة المفروضة عليهم من قبل المؤسسات الدينية خاصة منها الكنائس الكاثوليكية. وأشار من جهة أخرى إلى الجهود الكبيرة المبذولة من طرف المجلس الإسلامي الأعلى الذي كان له فضل إعادة الاعتبار لشريحة الشباب من خلال التوصيات التي خرج بها الملتقى الدولي للعام الماضي، موضحا أنه تم تنظيم 7 ملتقيات آخرها ركز على ضرورة الاهتمام بالشباب وترسيخ أسلوب الحوار عندهم كمنهج وحيد للتعامل مع الأطراف المختلفة عنه من حيث المرجعيات. وهو ما أثمر -حسبه- تكفلا أكبر بهذه الفئة من طرف السلطات التي تناولت جملة من المواضيع المتعلقة به كالمخدرات، مشيرا إلى أنه تلمس تحركا كبيرا منها خاصة وزارة الشبيبة والرياضة التي نظمت عدة لقاءات وطنية لصالحه. وأكد بوعمران من جهة أخرى أن مسألة التحاور بين الديانات المختلفة أضحت أكثر صعوبة بعد ظهور ما يعرف بالحرب على الإرهاب والذي وضع المسلمين في وضعية صعبة تعقدت منها إمكانية طرح منطقية كما كان مسبقا بمساعدة المنظمات كاليونسكو وكذا المؤسسات الدينية العربية. للإشارة، فإن المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ملتقى دوليا حول موضوع التسامح في الإسلام ابتداءً من يوم الاثنين القادم، بالجزائر العاصمة، بمشاركة أساتذة جامعيين من الجزائر وكذا من دول أجنبية. وأعلن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، السيد الشيخ بوعمران، أن المحاضرات التي ستلقى طيلة ثلاثة أيام ترمي إلى تبيين أن الدين الإسلامي الحنيف هو دين حوار وليس دين عنف باستعمال الحجة والدليل. وستقوم مجموعة من الأساتذة من جامعات الجزائر ومن جامعات فرنسية بإلقاء محاضرات تتناول مختلف المحاور التي لها صلة بالإسلام كدين تسامح عبر كل العصور إلى يومنا هذا. واختار منظمو هذه الندوة التي أصبحت تقليدا سنويا أن تتخذ الأشغال بها شكل ورشات بحيث ستقام أربع ورشات تخصص لمناقشة مختلف أوجه التسامح في الإسلام وتطبيق هذا المبدأ عبر كل العصور.