تراجعت اليابان عن ما أعلنته سابقا من قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخها المثير للجدل، في حين رجحت مصادر كوريا الجنوبية أن تقوم جارتها الشمالية بإطلاق الصاروخ في غضون ساعات، على الرغم من المطالبات الدولية لها بالعدول عن موقفها.فقد نفت الحكومة اليابانية رسميا ما ورد في تقارير إعلامية تحدثت عن قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ بعيد المدى قالت إنه معد لنقل قمر اصطناعي إلى الفضاء، وأكدت أن وزارة الدفاع باشرت تحقيقا في سبب بث الرسالة الخاطئة التي يعتقد بأنها تعود لخلل ما في نظام نقل المعلومات الذي يطلق عليه اسم "إم نت".وأوضح مراسل الجزيرة في اليابان فادي سلامة أن المصادر الحكومية الرسمية في طوكيو تراجعت عن التحذير من إطلاق الصاروخ بعد سبع دقائق تقريبا على الرغم من الاستعدادات الأمنية التي أعدتها منذ إعلان بيونغ يانغ نيتها القيام بهذه التجربة. ولفت إلى أن هذا التخبط في الإعلان عن إطلاق الصاروخ ثم التراجع إنما يعكس حالة التوتر التي تعيشها اليابان، يضاف إليه التأخر في إعلان النفي لفترة طويلة ولاسيما أن الصاروخ الكوري الشمالي لا يحتاج إلى أكثر من ثماني دقائق للوصول إلى الأراضي اليابانية.وأوضح مراسل الجزيرة أنه وبحسب الخطة التي أعلنتها كوريا الشمالية، سيتم إطلاق الصاروخ على مرحلتين حيث ينفصل جزء من الصاروخ في المرحلة الأولى ليسقط في بحر اليابان، في حين ينفصل جزء ثان في المرحلة الثانية فوق المحيط الهادي. وردا على هذا الموقف أرسلت اليابان ثلاث مدمرات مزودة بمنظومات مضادة للصواريخ اثنتان منها توجهتا إلى بحر اليابان في حين تم إرسال الثالثة إلى المحيط الهادي. وأضاف أن اليابان هددت أولا باعتراض الصاروخ الذي تنوي بيونغ يانغ إطلاقه لكن إعلان الأخيرة نيتها لاعتبار هذا التصرف بمثابة إعلان حرب جعل طوكيو تتراجع عن موقفها وتكتفي بالقول إنها ستسقط أي جزء من الصاروخ يقع في مياهها أو فوق أراضيها الإقليمية.وفي معرض استعدادات اليابان الأمنية، قال مراسل الجزيرة إن القيادة العسكرية اليابانية نشرت منظومات مضادة للصواريخ في منطقتي إيواتي وآكيتا شمالي البلاد وأخرى في مناطق أخرى حساسة في طوكيو، مشيرا إلى أنه سبق لليابان أن أجرت مع الولاياتالمتحدة أكثر من تجربة لإسقاط صواريخ لم ينجح سوى واحد منها.في الأثناء نقلت مصادر إعلامية كورية جنوبية عن مصدر حكومي لم تحدد اسمه قوله إن كوريا الشمالية وضعت معدات لمراقبة إطلاق الصاروخ بعد الانتهاء من عملية تزويد الصاروخ بالوقود مما يشير -بحسب رأي المسؤول الكوري الجنوبي- إلى أن موعد البدء بعملية الإطلاق الفعلية بات وشيكا وربما في غضون ساعات. وكانت كوريا الشمالية أعلنت عزمها إطلاق صاروخ بعيد المدى في الفترة الواقعة بين يوم السبت والأربعاء المقبل وما بين الساعة الثانية والسابعة صباحا (بتوقيت غرينتش) إذا كانت الأحوال الجوية ملائمة وذلك بهدف حمل قمر اصطناعي للاتصالات إلى الفضاء الخارجي.من جهة أخرى قال ستيفن بوسويرث -المبعوث الأميركي إلى المحادثات السداسية ذات الصلة بالملف النووي لكوريا الشمالية، إن واشنطن مستعدة لإجراء اتصالات ثنائية مع الدولة الشيوعية لتشجيعها على العدول عن تجربتها الصاروخية المثيرة للجدل. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وصف في تصريح له من مدينة ستراسبورغ الفرنسية -أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي- التجربة الصاروخية الكورية الشمالية بأنها "مثيرة للاستفزاز" محذرا الدولة الشيوعية بأنها لن تفلت من العقاب إذا هددت أمن واستقرار جيرانها.