يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا بشأن قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية جديدة صباح أمس، وسط أنباء عن قيامها أيضا بتجربة صاروخ قصير المدى، في حين تباينت ردود الفعل الأولية على التطورات الراهنة في شبه الجزيرة الكورية. فقد أكد السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن مجلس الأمن الدولي سيعقد في وقت لاحق جلسة طارئة لتدارس تطورات الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية بعد إعلان الشطر الشمالي قيامه بتجربة نووية جديدة. وفي نفس الوقت ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" إن كوريا الشمالية أجرت أيضا تجربة على صاروخ قصير المدى أرض-جو في منطقة موسودان راي هاوداي، وهي نفس المنطقة التي أجريت فيها مطلع أبريل الماضي تجربة إطلاق صاروخ طويل المدى قالت بيونغ يانغ إنه كان مخصصا لحمل قمر صناعي إلى الفضاء. في هذه الأثناء توالت ردود الفعل الدولية على ما أعلنته كوريا الشمالية بشأن قيامها بتجربة نووية جديدة، حيث قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن بلاده قلقة من الادعاءات الكورية الشمالية، مشيرا إلى أن واشنطن بدأت مشاوراتها لاستيضاح الحقائق بهذا الشأن تمهيدا لإعلان موقف رسمي. وفي نفس السياق اعتبرت وزارة الخارجية الروسية هذه الأنباء مقلقة، وأن موسكو تتابع الحالة عن كثب قبل التوصل إلى استنتاجات حاسمة. أما في الصين فلا يزال الموقف غير واضح بحسب مدير مكتب الجزيرة في بكين عزت شحرور الذي قال إن السلطات الرسمية لم تصدر أي بيان أو موقف محدد، في حين سارعت لندن على لسان مسؤول بوزارة الخارجية إلى اعتبار التجربة خرقا لقرارات الأممالمتحدة، مشددا على ضرورة توجيه رسالة قوية إلى بيونغ يانغ. من جانبها قالت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر إن التقارير الواردة من كوريا الشمالية تثير القلق، لكنها رفضت تأكيد ما تتناوله وسائل الإعلام عن قيام بيونغ يانغ بتجربة نووية جديدة. وأضافت المتحدثة أنه في حال التأكد من صحة هذه المعلومات يتعين إدانة هذه التجربة، واصفة الوضع الراهن بأنه مثير للقلق. على المستوى الإقليمي جاء الموقف الياباني أكثر حدة، حيث تعهد تاكيو كاوامورا المتحدث باسم رئيس الوزراء تارو آسو بأن حكومته ستتخذ إجراء صارما حيال التجربة النووية الكورية الشمالية، وستطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي باعتبار التجربة "انتهاكا صريحا لقرارات الأممالمتحدة". وشدد كاوامورا على أن التجربة الكورية الشمالية "مرفوضة تماما" وأن طوكيو ستتخذ إجراءات صارمة، لافتا إلى أن الحكومة في حال التأكد من صحة الإعلان الكوري الشمالي ستدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن. وفي كوريا الجنوبية دعا الرئيس ميونغ لي ميونغ باك إلى اجتماع عاجل لتدارس الموقف المستجد الناجم عن تطورات الوضع لدى جارتها الشمالية. وكانت بيونغ يانغ أعلنت في وقت سابق الثلاثاء أنها أجرت وبنجاح تفجيرا نوويا تحت الأرض في إطار الإجراءات التي تتخذها لتعزيز "قدرتها للردع النووي دفاعا عن نفسها". وكانت مراكز الرصد الجيولوجي في الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا الجنوبية قد أعلنت تسجيلها هزة اصطناعية بقوة 4.7 درجات على مقياس ريختر وقعت في منطقة كيجلو شمال مدينة كيمتشاك، وهي نفس المنطقة التي أجرت فيها كوريا الشمالية أول تجربة نووية لها قبل ثلاث سنوات. في هذه الأثناء أكدت هيئة السلامة النووية والصناعية اليابانية أن أجهزة المراقبة المنتشرة حول المتشآت النووية شمال البلاد لم ترصد أي تزايد في معدل الإشعاع النووي.