نفت الولاياتالمتحدة علمها بوجود أي تحركات عسكرية غير عادية لكوريا الشمالية، وأكدت عدم الحاجة حاليا لتعزيز وجودها العسكري في كوريا الجنوبية رغم تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس للصحفيين قبل توجهه إلى سنغافورة لحضور اجتماع يبحث الأزمة الكورية الشمالية إن بلاده لا تنوي اتخاذ أي إجراء عسكري ما لم تفعل بيونغ يانغ شيئا يستحق ذلك، واعتبر أن إجراءات كوريا الشمالية "عدائية ومستفزة جدا". وحذر غيتس بيونغ يانع من الإقدام على أي تحرك عسكري استفزازي، وأكد أن بلاده لديها القوات الكافية للتعامل مع مثل هذا التحرك. وقال إن المجتمع الدولي لديه حزمة من الخيارات من بينها الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية وكذلك التعاون المتعدد الأطراف برعاية الأممالمتحدة في محاولة لإقناع الكوريين الشماليين بتغيير سلوكها، كما أن لديه وسائل أخرى أيضا. وأكد أن الصين أعطت إشارات على اتفاقها مع بلاده حيال الأزمة مع كوريا الشمالية، مشيرا إلى أنها أبدت امتعاضها من التجارب النووية والصاروخية الأخيرة التي أجرتها بيونغ يانغ. وفي هذه الأثناء قالت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية إن سفن صيد صينية غادرت حدودا بحرية متنازعا عليها تفصل بين الكوريتين وكانت مسرحا لاشتباكات بحرية في الماضي. ونقلت وكالة أنباء يونهاب عن مصدر في الجيش الكوري الجنوبي قوله إن سفن الصيد الصينية الانسحاب من مياه خط الحدود الشمالي دون أن يعرف بعد ما إذا كان هذا بناء على طلب من كوريا الشمالية أم لا. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة رفع درجة التأهب، بعد أن ألغت بيونغ يانغ الهدنة مع سول. وتزامنت هذه التطورات مع فشل سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وكوريا الجنوبية واليابان في الاتفاق على إصدار قرار لمعاقبة كوريا الشمالية. وطبقا لوكالة رويترز للأنباء, يدين مشروع القرار "بأشد العبارات" التجربة النووية, ويصفها بأنها انتهاك صارخ وتجاهل لقرارات الأممالمتحدة. وقال السفير الياباني لدى الأممالمتحدة يوكيو تاكاسو للصحفيين في نيويورك بعد اللقاء، إنه جرت مناقشات جيدة بشأن إمكانية تبني إجراءات مشددة ضد كوريا الشمالية، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق بين المجتمعين على أن القضايا الحساسة يجري التعامل معها حاليا من خلال المشاورات وبعيدا عن وسائل الإعلام. وأكد أن هناك تفاهما جيدا وتعاونا بين أعضاء المجموعة واتفاقا على أنه يجب على مجلس الأمن أن يرد وبوضوح وقوة في أسرع وقت ممكن. ومع أن السفير الياباني رفض التحدث نيابة عن الصين إلا أنه قال إنها تتفهم الموقف وتعمل بصورة بناءة للغاية مع المجموعة. ومن جانبه قال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين إن المفاوضات انصبت على "عناصر محددة" من أجل القرار المزمع اتخاذه في مجلس الأمن. ورفض تشوركين والسفير الياباني إعطاء مزيد من التفاصيل بشأن المحادثات. ودعت اليابان على وجه الخصوص إلى إجراءات جديدة ومشددة ضد كوريا الشمالية إضافة إلى العقوبات الشاملة التي فرضت عليها بعد قيامها بالتفجير النووي الأول عام 2006. وتتضمن العقوبات فرض حظر على مبيعات الأسلحة والتكنولوجيا النووية لكوريا الشمالية وتجميد الأرصدة والموارد المملوكة لكوريا الشمالية في الخارج وفرض حظر على السفر لعدد من أعضاء نظام الحكم هناك.