التخطيط هو أساس نجاح الأعمال، وأما العمل بفوضوية عموما وخلال الإجازة خصوصاً فأحسن ما يقال عنه أنه لا يثمر كما يثمر العمل مع التخطيط. ومن المهم معرف أن أصحاب الخطط والأهداف المكتوبة يصلون إلى أهدافهم بنسبة ثمانين بالمائة، وأما الذين لا يكتبون أهدافهم فإنهم يصلون إلى أهدافهم بنسبة عشرين بالمائة، فكيف بالذي لا يخطط أصلا ولا يحاول وضع الأهداف؟ إن لبلوغ الأهداف حلاوة، فمن المهم أيضا أن نعرف أن أصحاب الأهداف مع وصولهم إلى فوائد كثيرة مع هذا قد لا يرضون بواقعهم ويحاسبون أنفسهم أكثر من الفوضويين الذين لا أهداف لهم ولا تخطيط. لأن الفوضوي يفرح بأي شي يصل إليه، ويعتبر أنه أنجز أمرا عظيماً وقد يقول في نفسه: لن يكون أفضل مما كان. بينما أصحاب الأهداف المرسومة فهم ومع بلوغهم لأمور كبيرة يرى أنه يمكنه أن يصل إلى أمور أفضل وأعظم ولما ذاق من حلاوة بلوغ الأهداف. إنه يعيش نشوة الوصول وفرحة النفع بالإضافة إلى روحانية الأجر لأعمال البر والخير. وحتى نخطط جيدا فإننا ينبغي المرور بالمراحل التالية: أولا: ضع مجموعة من الأهداف التي تريد الوصول إليها خلال الإجازة مثل: قراءة الجزء الأول والثاني من زاد المعاد؛ حفظ جزأين من القرآن الكريم؛ مراجعة جميع ما أحفظ من القرآن الكريم؛ حفظ أربعين حديثا من مختصر البخاري، أو الأربعين النووية سماع سلسلة أشرطة في أبواب العبادات، وإجراء بعض التمارين الرياضية. ويمكنك اعتبار أن هناك أهدافا أساسية ينبغي البدء بها والاهتمام بها ومحاولة الوصول إليها وإنجازها، وأهدافا فرعية يتم الوصول إليها حسب القدرة على بلوغ الأهداف الأساسية مع وجود الوقت الفائض.. وعلى المرء أن يعرف ما تحبه نفسه من الأعمال وتشتاق إليه وما يسهل عليها فيزيدها منه ويقلل ما لا ترغبه أو تنفر منه وقد قال الشاعر:إذا لم تستطع شيئا فدعه * * وجاوزه إلى ما تستطيعوينبغي التأكيد ثم التأكيد على عدم تكثير الأهداف مع عدم التعقيد في وضعها ؛ فتقليل الأهداف الأساسية مع التأكد من القدرة على الانتهاء منها أفضل من تكثير الأهداف الأساسية وعدم القدرة على الانتهاء منها.ثانيا: ضع خطة عامة خلال الإجازة يتضح فيها الأهداف العامة موزعة حسب الأسابيع، وضع جدولا مقسما حسب الأسابيع ويظهر فيه التالي: الأسبوع الأول: الانتهاء إلى صفحة 80 من زاد المعاد من الجزء الأول. وحفظ خمسة صفحات من القرآن الكريم. حفظ خمسة أحاديث من مختصر البخاري. أو الأربعين النووية، الانتهاء من سماع شريطين من أشرطة في فقه العبادات. وهكذا في جميع الأسابيع. واستغلالا للأحداث يمكن زيادة عدد الأشرطة خلال السفر لكثرة استخدام السيارات وزيادة حجم الحفظ والمراجعة في حالة عدم الانشغالات.ثالثا: ضع جدولا مفصلا أسبوعيا وفيه يظهر تقسيم أيام الأسبوع مع الفترات الزمنية اليومية حسب الصلوات مثلا: بعد الفجر – الصباح – الظهر – العصر – المغرب – العشاء. أو حسب الساعات يبدأ من بعد الفجر إلى ما بعد العشاء مقسما كل ساعة أو نصف ساعة. وضع خلال الجدول مواعيد سماع الدروس وفترات حفظ القرآن الكريم ومراجعته وحفظ السنة، وأوقات القراءة وزيارة الأقارب والإخوان وحتى أوقات الترفيه وغيرها.مع ما مضى ينبغي الاهتمام بالتنويع والتخفيف على النفس وعدم الضغط عليها واعتبار فترات الترويح وإن صغرت، فهي مهمة لأنها تعطي الدافع لما بعدها من الفترات الجادة والنافعة، مع التأكيد على استغلال زيارات الأقارب.رابعا: راقب الخطة، فينبغي متابعة الخطة والتأكد من أنها تسير حسب ما رسم لها. فبعد الانتهاء من أي من الأهداف اليومية أو الأسبوعية يتم الإشارة عليها، وفي نهاية الأسبوع يتضح سير الخطة من عدمها ونجاح الخطة أو ظهور الخلل في الإنجاز.