كثفت أجهزة الأمن والجيش العراقي انتشارها في أنحاء المدن والبلدات والقرى العراقية استعدادا للانسحاب الأميركي منها الذي سيتم اليوم ، وذلك وسط مخاوف بشأن قدرة القوات العراقية على تولي مسؤوليات الأمن مع استمرار عمليات العنف في أماكن مختلفة من البلاد. فقد أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبد الكريم خلف أن العراق ألغى عطلات جميع قوات الشرطة ووضعها في حالة تأهب قصوى، كما أغلقت قوات الجيش والشرطة الطرق وفتشت السيارات تفتيشا دقيقا تحسباً لأي خرق أمني. وسيتم نشر أكثر من 120 ألف عنصر أمني من الجيش والشرطة في مناطق بغداد وحدها بجانب الآلاف في المدن العراقية الأخرى بعد الانسحاب الأميركي يوم 30 جوان الجاري طبقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة نهاية العام الماضي. وذكرت مصادر أمنية أن الأجهزة الأمنية تمكنت في عمليات استباقية من إفشال محاولات "إرهابية" كانت تهدف إلى التأثير على عملية الانسحاب الأميركي. وأضافت تلك المصادر أنه تم كذلك العثور على ثلاثة مخابئ للأسلحة والمتفجرات في أحياء مختلفة من مدينة بغداد، إضافة إلى وكرين في مدينة الناصرية تبين أن وراءهما مجاميع "إرهابية" كانت تحاول تنفيذ أعمال مسلحة خلال يوم الانسحاب. وكانت سلسلة من التفجيرات التي وقعت في بغداد وشمال العراق الأسبوع الماضي -بينها هجومان أسفرا عن مقتل أكثر من 150 شخصا- هزت ثقة العراقيين في قواتهم. لكن وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي حذر في تصريحات للتلفزيون العراقي الحكومي أول أمس من سماهم "الإرهابيين" من تنفيذ أي هجمات بعد الانسحاب الأميركي، وتحداهم بمهاجمة أي من مخافر الشرطة العراقية، وقال "إن فعلوا فسيشاهدون رد الفعل"، مؤكدا أن "زمن الإرهاب في العراق قد انتهى". كما عبر قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو عن اعتقاده بأن "هذا هو الوقت المناسب لانسحاب القوات الأميركية ولكي يتحمل العراقيون مسؤولية الأمن"، لكنه حذر كذلك من مزيد من الهجمات خلال الأيام المقبلة، وقال إن "هناك عناصر متطرفة تحاول لفت الانتباه إلى حركاتها التي تحطمت". وأشار أوديرنو في مقابلة مع برنامج "حالة الاتحاد" لمحطة "سي.أن.أن" الإخبارية التلفزيونية إلى أن القوات الأميركية ستواصل تقديم التدريب والمشورة للقوات العراقية، وأنها ستنفذ عمليات خارج المدن وفي الأحزمة المحيطة بالمدن العراقية. على الصعيد الميداني نقلت وكالة "يو.بي.آي" عن مصادر أمنية لم تسمها أن عبوتين ناسفتين انفجرتا أمس الأول في عمليتين مختلفتين بدوريتين للجيش الأميركي، الأولى وقعت في منطقة السيدية جنوب غرب بغداد، والثانية قرب نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي شمال محافظة كربلاء. وقالت المصادر إنه لم يتسن معرفة حجم الخسائر والأضرار بسبب قيام القوات الأميركية بإغلاق كلا المنطقتين ومنع الاقتراب منهما، كما لم يصدر عن الجيش الأميركي أي بيان عن هذين الحادثين. من ناحية أخرى، اقتحم مسلحون مجهولون متنكرون بملابس عسكرية منزل أحد ضباط قيادة عمليات بعقوبة التابعة للجيش العراقي وقاموا بقتل شقيق الضابط قبل أن يلوذوا بالفرار. كما قالت الشرطة العراقية إن سبعة من عناصرها أصيبوا بانفجار سيارة ملغومة في ساحة انتظار للسيارات بمركز تدريب للشرطة غرب بغداد، في حين أصيب كذلك ستة مدنيين بانفجار سيارة ملغومة قرب دورية عسكرية أميركية في حي الطالبية شمال شرق العاصمة.