أعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده وجرح أربعة آخرين في انفجار استهدفهم شرق أفغانستان، في حين تتواصل العملية العسكرية الواسعة التي يشنها ضد معاقل حركة طالبان بولاية هلمند جنوب البلاد.ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ناطقة باسم الجيش الأميركي قولها إن القتلى والجرحى سقطوا إثر تعرضهم لانفجار صباح امس في ولاية بكتيكا شرق أفغانستان، دون أن تدلي بالمزيد من التفاصيل.يأتي ذلك بعد يوم من نجاح مسلحين بالولاية نفسها في أسر جندي أميركي وثلاثة جنود أفغان.وقال أحد قادة طالبان المحليين ويدعى ملا سانجين إن الجندي كان يتجول خارج قاعدته سكرانا وبرفقته جنود أفغان، مضيفا أنه تم تجريدهم من أسلحتهم وأسرهم دون مقاومة.وكان قائد قوات مشاة البحرية الأميركية في أفغانستان الجنرال لاري نيكلسون قال إن قواته التي تشن أكبر عملية عسكرية لها ضد طالبان في جنوبأفغانستان منذ غزو البلاد عام 2001، تخوض قتالاً ضارياً في إطار سعيها للسيطرة على وادي نهر هلمند. وقال متحدث باسم الجيش الأميركي إن جنديا قتل وجرح آخرون في هذه العملية العسكرية التي انطلقت أول أمس وينفذها نحو أربعة آلاف جندي أميركي، إضافة إلى 650 جنديا أفغانيا.من جهته قال المحلل السياسي الأفغاني حبيب حكيمي للجزيرة إنه رغم أن عملية هلمند التي سميت "الخنجر" تشهد قصفا جويا مكثفا، فإن الجيش الأميركي قد لا يحقق الكثير، خصوصا أن تكتيك طالبان في مثل هذه الحالات لا يقوم على المواجهة الشاملة وإنما على سياسة الكر والفر.وقال الجيش الأفغاني إن القوات المشتركة استعادت السيطرة على أحد أقاليم ولاية هلمند دون أن تواجه أي مقاومة، في حين قال مصدر أميركي إن المرحلة الأولى من العملية تهدف إلى السيطرة على منطقتي غارمسير وناوا القريبتين من مناطق القبائل في شمال غرب باكستان. وتعد عملية "الخنجر" أول عملية عسكرية كبيرة تطلقها واشنطن ضمن إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما الجديدة تجاه أفغانستان، والتي تهدف إلى تصعيد القتال ضد المسلحين وتعتبر الصراع هناك أضخم تهديد للأمن الأميركي.وتكبدت القوات البريطانية أيضا خسارة كبرى في أفغانستان عندما قتل قائد كتيبة برتبة مقدم هو روبرت ثورنلو في انفجار بولاية هلمند، ليصبح أرفع عسكري يلقى مصرعه في هذه القوات طوال سنوات الحرب التي يشنها الغرب في أفغانستان، كما أنه أرفع ضابط بريطاني يقتل منذ حرب فوكلاند ضد الأرجنتين عام 1982.كما لقي جندي آخر مصرعه في المواجهات الأخيرة ليرتفع عدد القتلى البريطانيين في أفغانستان إلى 171 منذ العام 2001، علما بأن عدد القوات البريطانية هناك يقدر حاليا بنحو تسعة آلاف جندي معظمهم في هلمند.من جهة أخرى أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن روسيا وافقت على السماح للقوات والأسلحة الأميركية بالمرور من أجوائها في اتجاه أفغانستان.وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة سيتم الإعلان عنها في الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى روسيا يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.