إن النظر إلى المحرمات يورث الحسرات والزفرات، والألم الشديد، فيرى العبد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه، وهذا من أعظم العذاب، إلا أن هناك عقوبات معجلة في الدنيا لمطلقي العنان لأبصارهم، فمن عقوبات النظر إلى المحرمات نسأل الله السلامة منها فساد القلب؛ فالنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، فهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس، فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه. ومنها نسيان العلم، فقد نسي أحد العباد القرآن بسبب نظرة إلى غلام نصراني. ومنها نزول البلاء؛ قال عمرو بن مرة: نظرت إلى امرأة فأعجبتني فكف بصري، فأرجو أن يكون ذلك جزائي. ومنها إبطال الطاعات؛ فعن حذيفة قال: من تأمل خلق امرأة من وراء الثياب فقد أبطل صومه. ومنها الغفلة عن الله والدار الآخرة؛ فإن القلب إذا شغل بالمحرمات أورثه ذلك كسلا عن ذكر الله وملازمة الطاعات. ومنها أيضا إهدار الشارع عين من تعمد النظر في بيوت الناس متجسسا؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو اطلع أحد في بيتك ولم تأذن له، فخذفته بحصاة ففقأت عينه، ما كان عليك جناح) متفق عليه.