إن إطلاق البصر له أسباب كنيرة جدا يصعب حصرها، ومن أهمها: اتباع الهوى وطاعة الشيطان. والجهل بعواقب النظر، فهو يؤدي إلى الزنى وطريق إليه، وربما أدى إلى الردة عن الإسلام، فقد ورد أن رجلا نظر إلى نصرانية فعشقها، فلم ترض منه إلا بالبراءة من الإسلام، فارتد ودخل في النصرانية. ومنها الاتكال على عفو الله ومغفرته، ونسيان أن الله شديد العقاب. وإطلاق البصر يؤدي إلى مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج والصور الفاتنة التي تتبرج فيها النساء عن طريق القنوات الفضائية أو المجلات الخليعة ومداومة ذلك، وفي هذا خطر جسيم على من أطلق بصره في كل محرم. ومنها العزوف عن الزواج، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؟ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج...) متفق عليه، فلو تأمل متأمل في سبب إمعان الشباب في النظر إلى النساء لوجدت أن عزوفهم عن الزواج أو عدم القدرة على الزواج هو السبب الرئيس في ذلك. كذلك كثرة التواجد في الأماكن التي يختلط فيها الرجال بالنساء كالأسواق والطرقات مثلا، فلو اجتنب المرء هذه الأماكن لما دفع بنفسه إلى النظر إلى النساء. وجود لذة كاذبة يشعر بها الناظر في نفسه، وهي أثر من آثار الغفلة عن الله وقلة تعظيمه في القلب، إذ لو كان معظما لله عز وجل لما فرح بمعصيته. ومن أهم أسباب إطلاق البصر وعدم غض النظر تبرج النساء في الشوارع والأسواق، وتعمد بعضهن إظهار الجمال والزينة، مما يدعو ضعاف النفوس إلى النظر إليهن وربما حتى من ليس له حاجة في النظر إلا حيرة واستغرابا مما ترتديه بعض الفتيات من ألبسة غريبة جدا عن عاداتنا وتقاليدنا، وحتى درجة فقد الحياء الذي أوصل إلى لبس مثل تلك الألبسة الكاشفة. ومن أسباب عدم غض البصر تشجيع بعض النساء لذلك بتعمد نظرهن إلى الرجال، فيجرئنهم على مبادلتهن النظرات. وكثرة تعامل الرجال والشباب مع النساء سواء أكان في بيع أو شراء أو عمل أو غيره، فمما دخل على مجتمعنا مما لم يكن له سابقة أن صار بعض التجار يستأجر فتيات للعمل عنده في محله، وليس من وراء ذلك إلا جلب المزيد من الزبائن بعد فرضه الجمال والأناقة واللباقة في الفتاة التي يقبلها أن تعمل كبائعة في محله، أما أن يُشغل التجار النسوة اللاتي لا عائل لهن أو الأرامل فهذا مرفوض.