عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اليهود: السام عليكم – يعني الموت عليكم- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وعليكم) قالت عائشة رضي الله عنها: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مهلا يا عائشة؛ عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش) فقالت عائشة رضي الله عنها: أوَلَم تسمع ما قالوا؟ فقال الرسول صلى عليه وسلم: (أوَلم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم؛ فيستجاب لي ولا يستجاب لهم فيّ) رواه البخاري، وفي رواية مسلم: (لا تكوني فاحشة؛ فإن الله لا يحب الفحش والتفحش). وعن أنس رضي الله عنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فأخذ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يصيحون به: مه؛ مه (أي أترك) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ) أي لا تقطعوا بوله؛ فَتَرَكُوهُ؛ فيترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله، ثم يدعو الرسول عليه الصلاة والسلام الأعرابي فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: (إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذَر؛ إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (إنما بعثتم مُيسرين ولم تبعثوا معسرين، صُبوا عليه دلوا من الماء). فقال الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمدا؛ ولا ترحم معنا أحدا. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لقد تحجرت واسعا) أي ضيقت واسعا. متفق عليه.