شهدت صالة الفن التشكيلية العلوية بدار الفقيه حسن في طرابلس معرضا للرسم الساخر "الكاريكاتير" للفنانين الليبيين المتميزين التيجاني أحمد، والذي يعتبر واحدا من المخضرمين من الجيل الثاني. والفنان المبدع أيضا العجيلي العبيدي الذي يعتبر من الجيل الثالث للتشكيليين الليبيين. والذي تضمن ما يقرب من ثلاثين لوحة للفنانين احتضنتها تلك القاعة الصغيرة بجدرانها الأربعة. وقد زخرت هذه اللوحات بالعديد من الموضوعات الساخرة ذات البعد الاجتماعي أو الاقتصادي والثقافي، وهذا الذي جسدته أعمال الفنان التيجاني أحمد. أما الكاريكاتير السياسي، فقد جسدتها باقتدار ريشة الفنان العجيلي العبيدي. وهو الذي اختص برسم اللوحات الرئيسية الساخرة لأغلفة العديد من الصحف والمجلات، مثل أويا وغيرها، ومنح السياسي ما يحتاجه من غموض مطلوب في كثير من الأحيان. وفي الحقيقة فإن الفنانين المشاركين رغم التفاوت العمري بينهما، إلا أنهما معروفان بقدر كبير على الساحة التشكيلية الليبية والعربية، خاصة وأن التيجاني أحمد بن زكري صاحب تجربة تشكيلية وكاريكاتورية طويلة ولافتة في هذا الحقل. كما أن العجيلي العبيدي الذي يعتبر تواصلا مهما لريشة الفنان العالمي الكبير محمد الزواوي، الذي اشتغل على جميع هذه الحقول الثقافية كاريكاتوريا، طوال ما يزيد عن أربعين عاما. ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن العجيلي العبيدي. يذكر أن الفنان التيجاني أحمد زكري الذي هو من مواليد 1947 في تونس، وقد نشأ وترعرع في حواري طرابلس القديمة، وقد كان يعمل قبل أن يصير إلى فنان تشكيلي، في ورش النجارة لسنوات عديدة. ثم تلقى عدة دورات في الفنون التشكيلية. ثم التحق بالمؤسسة العامة للصحافة منذ عام 1974 حتى عام 1979. ثم تحصل على منحة دراسية في إيطاليا عاد بعدها ليعمل مدرسا للفن، ثم محاضرا في مادتي التصميم والإخراج الصحفي لعدد من الكوادر الصحفية في ليبيا. ولقد كان التيجاني أحمد قد أسهم مع ثلة من رفاقه التشكيليين الليبيين في توطيد وإرساء مكانة الحركة التشكيلية الليبية التي صار الآن يشار لها بالبنان. وقد عمل التيجاني في عدة وظائف ذات علاقة بحرفته. كما أصدر كتابا للكاريكاتير بعنوان "إليك" وهو يعمل الآن رساما لدى العديد من الصحف والدوريات. وقد شارك في عشرات المعارض داخل الجماهيرية وخارجها مثل طرابلس "جنين في العين" وذات العماد، صبراتة، تونس، الرياض، فيينا.. وغيرها. أما الفنان العجيلي العبيدي، فهو من جيل الكاريكاتوريين الشباب، فهو من ترهونة وشارك العجيلي العبيدي في العديد من المعارض الفنية التشكيلية في طرابلس منذ العام 1996 وحتى الآن. كما شارك في معارض خارج الجماهيرية، مثل مسابقة الرسم الساخر بتركيا عام 1997، معرض الرسم الساخر بملتقى الحوار باليمن 97، معرض مخيم الفتاة المغربية، المغرب 1999، الأسبوع السياحي الثقافي بتونس 99، أثيوبيا 2002، مسابقة رنان لوري" لأحسن رسوم كاريكاتورية للعام 2002/ جمعية الأممالمتحدة للكتاب والفنانين، نيويورك، مسابقة سوريا الدولية الأولى 2005. وأيضا مسابقة نادي دبي للصحافة العربية 2006، كما قدم تصاميم للعديد من الشعارات والملصقات لعدد من المناسبات الوطنية والجداريات. وقد صدر له عن "دار أنور" للأعمال الفنية كتاب رسوم ساخرة بعنوان "بيني وبينك" 2001. ويعتبر العجيلي العبيدي على حداثة سنه، باعتباره من الجيل الحديث للكاريكاتوريين الليبيين، إلا أنه يسير بخطى واثقة.