قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن هناك حاجة إلى إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل, قبل بدء مفاوضات مباشرة, في رد على دعوة بهذا الخصوص أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية أن عباس يصر أولا على تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة في القضايا الجوهرية على غرار الأمن والحدود. كريم-ح / وكالات ومن جهته قال مدير دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الذي يضع العراقيل أمام استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين. وأضاف عريقات في حديث للجزيرة أن الاستيطان الإسرائيلي الجاري في الضفة الغربية الآن يعادل ثلاثة أضعاف البناء الجاري في إسرائيل، كما أعاد التذكير ببيان أميركي فلسطيني مشترك ينص على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة عند حدوث تقدم. وكان أوباما قد دعا في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين قبل انتهاء فترة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية في سبتمبر القادم. ولم يعلن أوباما ونتنياهو رسميا عن استئناف المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية بعد لقائهما في المكتب البيضاوي, لكن أوباما قال إن محادثات تقارب وإجراءات بناء ثقة من كل الأطراف ستسبق على الأرجح المحادثات المباشرة. أما نتنياهو فقال أنه راغب في استكشاف احتمالات السلام، وضمان أمن كل من إسرائيل وجيرانها، مشيرا إلى أن هذا يشمل محادثات مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكانت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد توقفت في ديسمبر 2008 إثر الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة, قبل أن تبدأ في ماي الماضي جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بإشراف الوسيط الأميركي جورج ميتشل، لكنها لم تحقق أي نتائج. ويأتي اجتماع أوباما ونتنياهو بعد خلاف دبلوماسي تصاعد في مارس الماضي بشأن المستوطنات, وقد أكد الجانبان أنهما طويا صفحة النزاع ويعتزمان المضي قدما في المفاوضات. وكانت إسرائيل قد أعلنت في مارس الماضي تنفيذ إنشاءات جديدة في القدسالشرقية، مما أثار غضب واشنطن، حيث تزامن الإعلان مع وجود جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي في إسرائيل للتوصل إلى صيغة نهائية بشأن بدء المفاوضات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بوساطة أميركية. وقد انتقد مسؤولون أميركيون علانية إسرائيل، فيما وصفه كثير من المراقبين بأنها أسوأ أزمة بين واشنطن وتل أبيب.