حسن التدبير، من العلامات التي إذا وجدت في العبد أو أحس بها دلت على أن الله يحبه، فالله عز وجل إذا أحبّ عبدا رباه من الطفولة على أحسن نظام، وكتب الإيمان في قلبه، ونوّر له عقله، فيجتبيه لمحبته ويستخلصه لعبادته، ويشغل لسانه بذكره وجوارحه بطاعته، فيتبع كل ما يقربه إلى ما يحبه الله عز وجل، ويجعله نافراً من كل ما يُباعد بينه وبين الله، ثم يتولى هذا العبدَ الذي يحبه الله بتيسير أموره من غير ذُلّ للخلق، فيُيسر أموره ويسدد ظاهره وباطنه، ويجعل همه هماً واحدا، بحيث تشغله محبة الله عن كل شيء. ومن علامات حب الله للعبد الرفق به، والقبول له في الأرض، والمراد بذلك قبولَ القلوب لهذا العبد الذي يحبه الرب عز وجل، والميل إليه والرضا عنه والثناء عليه، جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحبَّه، فيُحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبُه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل عليه السلام فقال: إني أُبغض فلاناً فأبغِضه، فيُبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فيبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض) رواه البخاري ومسلم.