على مدى يومين، ولأول مرة في العراق، وتحت شعار "ثقافة الأطفال هي اللبنة الأولى في بناء صرح ثقافة المجتمع المتطور"، أقامت دار ثقافة الأطفال مؤتمر ثقافة الأطفال الأول في العراق بحضور عدد كبير من المعنيين بثقافة الطفل وسلوكه، وهو المؤتمر الذي يمثل خطوة أولى نحو مؤتمر عالمي كبير يقام في بغداد خلال هذه السنة. تمت في المؤتمر مناقشة 12 بحثاُ تربوياً واجتماعياً ونفسياُ وميدانياً تناولت واقع حياة الطفل العراقي ومتاعبه وتأثير الظروف الصعبة التي عاشها البلد في السنوات الأخيرة، وتوج المؤتمر بعدد من التوصيات التي ركزت على ضرورة الاهتمام بالطفل وثقافته وتوفير المستلزمات الضرورية لتأمين ثقافته البعيدة عن العنف، كما وجهت دعوة لقناة العراقية الفضائية من أجل تأسيس قناة فضائية للطفل العراقي. وكانت البحوث المشاركة في تربية الإبداع وجماليته في مسرح الطفل للدكتور عقيل مهدي،عميد كلية الفنون الجميلة، ودور السينما في تنمية خيال الطفل وثقافته للدكتورة شذى العاملي الأستاذة في كلية الفنون الجميلة، ونظرة تاريخية في تطوير تجربة مسرح الطفل في العراق للدكتور حسين علي هارف، واللعب الإبداعي الطفولي للمخرج سليم الجزائري، والحكاية الشعبية للأطفال للكاتب والمترجم كاظم سعد الدين، ودراسة في واقع كتاب الطفل في العرق للدكتورة طاهرة داخل / كلية التربية الأساسية في الجامعة المستنصرية، والسيكودراما والمعالجة بالتمثيل المسرحي وأهميته لمسرح الطفل للباحث الاكاديمي زهير البياتي، والمنهج التربوي وثقافة الأطفال للدكتور محسن عبد علي وسعد مطر من وزارة التربية، ودور منظمات المجتمع المدني في التأثير على ثقافة الطفل لكاظم عبد الزهرة، والنشاط المدرسي ما له وما عليه لعبد العزيز العاني، والعنف في الألعاب الالكترونية لشذى حسين حسن. وقد أعرب حبيب ظاهر العباس المدير العام لدار ثقافة الطفل عن سعادته بالنجاح الذي حققه المؤتمر من ناحية البحوث التي قدمها نخبة من المهتمين بثقافة الطفل ومن ناحية الحضور المميز وتحقيق الأهداف المرجوة منه وقال "هو مؤتمر له أكثر من هدف، الأول إحياء الثقافة والتراث وإظهاره للعالم أن الثقافة موجودة وان ثقافة الأطفال أيضا موجودة، الهدف الآخر الأكثر أهمية وهو رسالة للمسؤولين وكل من يعنى ويهتم بالطفل أن هذه مشاكل الطفل والآن الطفل متواجد على خشبة المسرح وفي الساحة وفي المدرسة وفي أي مكان يحتاج وضع متطلباته وخاصة الثقافية التي هي من أولويات الأمور وليس في أخرها، وهذا موضوع مهم جدا، وفي المؤتمر أيضا أردنا أن نلم شمل العراق كله، فالدعوات والحضور من كل محافظات العراق، والاهم من كل ذلك أن هذا المؤتمر نواة أو أساس لمؤتمر دولي سنقيمه في منتصف شهر أكتوبر في هذا العام، فحاولنا إقامة هذا المؤتمر على هذا النطاق الأقل حجما من الدولي كي نستفيد من أخطائنا ولاسيما أن العراق على قطيعة كبيرة مع المحافل الثقافية، علينا أن نعيد نشاطنا ونرجع بذاكرتنا لإقامة مؤتمر ومهرجان دولي سيكون أكثر نضجا وأكثر رصانة، كما إننا سنعقد جلسة كبيرة نناقش فيها ما دار في هذا المؤتمر من أدبيات ولجان وحضور وأعلام، وان شاء الله نستفيد من هذه التجربة ونحقق شيئا يشار إليه في مهرجاننا الدولي الأول الذي سيقام في الشهر العاشر من هذا العام. فيما قال الكاتب والروائي عبد الرزاق المطلبي الذي هو احد ابرز المهتمين بثقافة الطفل: