أثار تيلو ساراتسين -السياسي السابق وعضو مجلس إدارة البنك المركزي الألماني- جدلا واسعا على خلفية كتابه الجديد الذي رأى فيه منتقدوه هجوما عنصريا يستهدف المسلمين في ألمانيا. وكان ساراتسين قد صرّح سابقا بأن المسلمين أقلّ استعدادا للاندماج من غيرهم، لتشمل تصريحاته مؤخرا اليهود، وهو ما زاد من غضب الساسة في برلين على اختلاف انتماءاتهم. وعلى المستوى الرسمي، أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تصريحات ساراتسين. واتفق العديد من صناع القرار مع المستشارة على ضرورة تنحيته من منصبه في البنك المركزي. وكان البنك المركزي (بونديسبانك) قد أصدر بيانا يعلن فيه أن رئيسه سيلتقي ساراتسين قبل أخذ أي إجراء ضده، وقال "هذه مؤسسة لا يوجد فيها أي مساحة للتمييز". وقالت مصادر في حزب الديمقراطيين الشيوعيين اليساري -الذي ينتمي إليه ساراتسين- لوكالة الصحافة الفرنسية إنها قررت اتخاذ إجراء بفصله من الحزب. وجاء رد المنحدرين من أصول العمال المهاجرين المسلمين في ألمانيا بمزيج من التحدي والسخرية على نظريات ساراتسين التي قال فيها إن المهاجرين المسلمين يقوضون المجتمع الألماني ويرفضون الاندماج ويستنزفون موارد الدولة. فالكهربائي هاليس سوينميز -وهو تركي المولد- قال إن بعض الأتراك وجدوا صعوبة في بادئ الأمر في التكيف لأنهم كانوا يعتقدون بأنهم سيعودون بعد ثلاث سنوات عندما قدموا إلى البلاد في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وأضاف سوينميز البالغ من العمر 45 عاما "أما مع الأجيال التالية فالوضع مختلف، بل انظر لقد أصبح لي كرشا ألمانيا الآن". وكان ساراتسين استهدف في كتابه الجديد "ألمانيا تتخلص من نفسها" -الذي عرضته صحيفة بيلد الواسعة الانتشار على مدى الأسبوع الماضي- المجتمع المسلم في ألمانيا، قائلا "لا أريد أن ينتهي الأمر بالألمان كأغراب في أراضيهم على أساس ديني". وخلال فترة الترويج لكتابه الذي جاء في 460 صفحة، أصر ساراتسين على أن المهاجرين المسلمين في أوروبا غير مستعدين –خلافا للأقليات العرقية الأخرى- وعاجزون عن الاندماج في المجتمعات الغربية وأن الدراسات تثبت أن "جميع اليهود يحملون الجين ذاته". وقال إن 3% من الجيل الثاني من المهاجرين الأتراك يتزوجون من ألمان، مقارنة ب70% من المهاجرين ذوي الأصول الروسية. وتعليقات ساراتسين ليست بغريبة عليه، ففي أكتوبرأثار ضجة حين قال إنه لا يتعين القبول بأي شخص يعيش على حساب الدولة ويرفضها وينجب دائما فتيات صغيرات يرتدين الحجاب. ومنذ عام 1961، بدأ آلاف "العمال الضيوف" الأتراك قبول دعوات من حكومة ألمانياالغربية للمساعدة في إدارة عجلة اقتصاد البلاد بعد الحرب العالمية الثانية، وكان ذلك مشروطا في الأساس ببقائهم لفترة مؤقتة وانتهت عمليات الاستقدام عام 1973. وتضم ألمانيا الآن نحو ثلاثة ملايين مسلم من أصل تركي إضافة إلى مليون مسلم يعيشون في ألمانيا. ويطعن السكان الألمان في السن ويتقلص عددهم مما دفع نوابا من كافة أنحاء الطيف السياسي إلى الاستنتاج أن المهاجرين ضروريون للحفاظ