أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أن إنجاز البرنامج الخماسي 2010/2014 سيمكن الجزائر من الانتقال من دولة نامية إلى دولة صاعدة، بشرط إن تستند الأغلبية الساحقة للمشاريع المبرمجة إلى المؤسسات الجزائرية سواء كانت عمومية أو خاصة، ووضع حد لهيمنة الشركات الأجنبية على مختلف المشاريع الكبرى من خلال إعطاء الفرصة واستحداث مؤسسات ومقاولات وطنية تتكفل هي بإنجاز هذه المشاريع مما يتطلب من رجال المال والأعمال الجزائريين التعاون والتكامل بينهم من أجل بناء الجزائر مؤكدا في ذات السياق على ضرورة تشجيع الشباب على خلق المؤسسات الصغيرة الإنتاجية. ودعا بلخادم في كلمته التي ألقاها بمناسبة عقد أمانة قطاع الأعمال والاتحادات المهنية التابعة للمكتب السياسي للأفلان بمقر الحزب ندوة حول مساهمة نادي رجال الأعمال في إنجاز برنامج رئيس الجمهورية من خلال المخطط الخماسي 2014/2010 تحت شعار الأمل في المستقبل الجزائريين إلى إنجاز مؤسساتهم الاقتصادية الخاصة للمساهمة ايجابيا في إنجاز المخطط الخماسي المقبل والاستفادة من مزاياه خاصة المادية باعتبار أنه يتضمن غلافا ماليا ضخما جدا يقدر ب 286 مليار دولار، وأعاب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على رجال المال والأعمال الذين كانوا حاضرين بالندوة تركيز اختياراتهم على المشاريع المبرمجة في المناطق الشمالية والساحلية والهروب من الاستثمار في الولايات الصحراوية والداخلية ودعاهم إلى تجاوز هذه الذهنية التي تضر أكثر بالاقتصاد الجزائري وتساهم في خلق تباين تنموي بين الولايات. وتطرق بلخادم إلى مختلف المراحل الاقتصادية التي مرت بها الجزائر منذ 1962 إلى اليوم، حيث قال إن فرنسا لم تترك أي اقتصاد في الجزائر حتى القطاع الزراعي الذي كان مزدهرا حينذاك كان موجها لتلبية الحاجيات الداخلية للفرنسيين عن طريق استغلال الأراضي الجزائرية ولم تكن أبدا تخدم الاقتصاد الجزائري ، وأكد بلخادم أن فرنسا التي ما تزال تعتقد أنها تركت ثروة بالجزائر أنها لم تترك إلا 35 ثانوية وبعض الوحدات للصناعات التحويلية وشركات التبغ. ودعا بلخادم رجال الأعمال المنضوين تحت لواء جبهة التحرير الوطني إلى استثمار جهودهم خدمة للاقتصاد الوطني وتجاوز بعض الأفكار التي تدعو إلى القطيعة بين رجال المال والسياسيين، فالأفلان حسب أمينه العام ليس لديه أي عداء لمن يملك المال والثروة بشرط أن يكون مصدرهما الحلال ويدفع صاحبها الضرائب وأجور العمال ويتصدق من ماله لإخراج الزكاة وهي المراحل التي لا تشكل أي خطر على الاقتصاد الوطني الجزائري كما أن هذه النقطة هي التي دفعت بقيادة الحزب إلى خلق هذا الفضاء المتمثل في نادي لرجال المال والأعمال وهو النادي الذي يمكن خلقه في جميع المحافظات عبر الوطن حتى لا ينحصر فقط على المستوى المركزي. من جهته أوضح المكلف بأمانة قطاع الأعمال والاتحادات المهنية في الحزب مختار فيلالي أن نادي رجال الأعمال المؤسس حديثا من طرف الجبهة سيعمل على حشد جهود رجال العلم و أصحاب المال والأعمال للاستثمار في القطاعات الحساسة و الإستراتيجية التي تضمن الاكتفاء الذاتي. و تم على هامش الندوة تقديم محاضرتين الأولى ألقاها عبد الحق لعميري حول ضرورة عصرنة و تطوير المؤسسة الاقتصادية الجزائرية وأخرى ألقاها محند برقوق حول التنمية البشرية من خلال المخطط الخماسي.