في تظاهرة احتفالية بالقاعة الذهبية بقصر محمد على بالمنيل، أعلنت دار نهضة مصر للنشر عن إطلاق كتاب السفير عبد الرؤوف الريدي "رحلة العمر .. مصر وأمريكا معارك الحرب والسلام"، بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين المصريين والأجانب والشخصيات السياسية كالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي، ود. مصطفى الفقى رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى . وفي كلمته أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي أن أهمية العطاء الكبير الذي بذله السفير عبد الرؤوف الريدي للدبلوماسية المصرية الأمر الذي يجعل الجميع يحترم ويقدر لهذا الرجل جهوده، موضحا أن كتابة السير الذاتية هام جدا خاصة عندما تكون انطباعات إنسانية أكثر منها تسجيل للوقائع. وكشف موسي أنه بصدد كتابة مذكراته قريبا من وجهة نظره يقدمها كوثيقة للأجيال القادمة، مشيرا إلى إننا نحتاج في مصر وعالمنا العربي إلى مؤرخين مخلصين لكتابة تاريخنا ورصد الأحداث الهامة التي عاشتها مصر على التاريخ، موضحا أن تاريخ النضال والحركة السياسية في مصر رسمت في الأربعينيات وتأكدت في الخمسينيات وهو الأمر الذي يتطلب رصده وتحليله وتسجيله تاريخيا. من جانبه وصف السفير عبد الرؤوف الريدي الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة إطلاق كتابه "رحلة العمر .. مصر وأمريكا معارك الحرب والسلام"، بحضور هذا الحشد الكبير من الأصدقاء من السفراء والدبلوماسيين ورجال الثقافة والأدب والمجتمع بالتكريم الكبير الذي يعطيه أكثر من حقه، موضحا أنه لولا الدور الذي لعبته دار نهضة مصر للنشر في دفعه وتشجيعه لإتمام هذا الكتاب لما ظهر للنور في هذا الوقت القياسي. وقال الريدي إن الدوافع التي جعلته يكتب هذا الكتاب، كان أهمها وجوده ومعاصرته لفترات تاريخية من خلال مواقع معينة شكلت جزء هاما من تاريخ مصر، بدء من العام 1955 عندما التحق بالخارجية وحتى اليوم ما تخلل ذلك من أحداث سياسية فارقة خلال فترات الحرب والسلام التي مرت على مصر . ووصف كتابه بأنه تسجيل لمشاعره الإنسانية خلال هذه الفترات والأحداث التاريخية التي عاصرها ليكون دليلا مرشدا لشبابنا الدبلوماسيين توضح لهم جزء من الأحداث الصعبة والحساسة التي مرت على مصر، وقال إن هذه المشاعر التي حرصت على تسجيلها بأمانة والأحداث كما رأيتها رغم أنى لست مؤرخا لكنها محاولة لكي يفهم من خلاله المواطنين والأجيال القادمة ما كان يجري خلال هذه الحقبة من التاريخ. وأوضح أن أهم حقبة تاريخية وذروة عمله الدبلوماسي التي عاصرها من وجهة نظره كانت عقب توجهه للولايات المتحدة التي وصفها بأنها "لاعب رئيسي في منطقتنا العربية" بداية منذ عصر الرؤساء الأمريكيين منذ روزفلت حتى بوش الأب وما تخللها من أحداث من الاعتراف بإسرائيل والعدوان على مصر وهزيمة 67 ونصر أكتوبر المجيد واتفاقية السلام. ووصف السفير الريدي أن الغزو العراقي للكويت كان أكبر سبب في شق الصف العربي، الذي ما زلنا نعاني من تداعياته حتى اليوم، وكانت أيضا أحد أسباب الغزو الأمريكي للعراق، وهو الأمر الذي حاولت نقله بأمانة للتاريخ ولشباب مصر والعرب الذين لهم الحق لمعرفة ما جرى. وصف د.زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بأنه مدرسة في الدبلوماسية والأخلاق الرفيعة والعلاقات الطيبة مع الساسة والعامة، وقليلا ما نجد دبلوماسي وشخصية مثل الريدي لديها كل هذه الصفات والأهم أن الشعب المصري بجميع فئاته يعرفه جيدا ويحترمه ويقده دوره في خدمة الدبلوماسية المصرية. وأضاف زاهي أن صداقته بالسفير الريدي تعود إلى أيام الدراسة بالولايات المتحدة وكان عمره 33 عاما، وتعرف وقتها على السفير الريدي وبني صداقة قوية، موضحا أن سياسي في قامة السفير الريدي كان خير واجهة لمصر في العلاقات الدولية حيث كان يستغل أي مناسبة داخل المجتمع للترويج لمصر خاصة المعارض الأثرية التي كانت تقام بالولايات المتحدة إبان فترة وجوده هناك. وأوضح أن السفير الريدي كان أميرا للدبلوماسية الشعبية فكان ينشر مبادئ التسامح والعلاقات بين الساسة والعامة في المجتمع الأمريكي فحظي باحترام الجميع، مشيرا إلى أن ذلك لم يقف فقط عند المحطة الأمريكية من حياته بل استمر عندما عاد إلى مصر خلال العمل العام حيث أنشا مكتبات مبارك التي كان من خلالها قدوة ومثل أعلى للشباب المصري خاصة وأنه مستمع جيد وحكيم لديه السماحة والقبول والشخصية القيادية. ودعا د.زاهي حواس السفير الريدي باستكمال هذا العمل الهام في كتابة التاريخ من خلال سيرته الذاتية، وعمل جزء ثان من هذا الكتاب يستكمل خلاله محطات هامة من تاريخ مصر ليعرف شبابنا تاريخهم الحقيقي من خلال رموزهم في كافة المجالات.