قال مصطفى إسماعيل مستشار الرئيس السوداني إن السلطات استجوبت زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي ولم تصدر قرارا باعتقاله. وكان الترابي اعتقل أمس مع 14 من مساعديه بعد يوم من هجوم شنه متمردون من حركة العدل والمساواة على أم درمان إحدى محافظات العاصمة الخرطوم. وأوضح في مصطفى إسماعيل أن الغرض من التحقيق هو مطابقة الأقوال مع ما ورد في المستندات وأقوال بعض المقبوض عليهم بشأن علاقة بعض قيادات حزب المؤتمر الشعبي بالهجوم. وأكد إسماعيل أن التحقيقات تمضي إلى نهايتها ومعظم المحتجزين سيعودون إلى منازلهم بحلول مساء أمس. وكانت السلطات السودانية اعتقلت الترابي واقتادته إلى سجن كوبر في مدينة الخرطوم بحري بعد يوم من لهجوم الذي شنه متمردو حركة العدل والمساواة على المنطقة الغربيةلأم درمان إحدى محافظات العاصمة الخرطوم. وأفادت مصادر في الخرطوم أن الاعتقال شمل 14 من مساعدي الترابي بينهم أمين الأمانة السياسية لحزب المؤتمر الشعبي بشير آدم رحمة، وأبو بكر عبد الرازق وكمال عمر الأمين، كما أغلق المركز العام لحزب المؤتمر الشعبي في الخرطوم. وفي السياق ذاته قال مسؤول الأمانة العدلية بالمؤتمر الشعبي كمال عمر إن الاعتقالات تأتي في إطار ما وصفها المؤامرات التي تحيكها السلطات ضد الحزب وقيادته. وأضاف عمر أن السلطات درجت على الربط بين الحزب وعدد من المحاولات التخريبية، وشدد على أن حزب المؤتمر الشعبي حزب سياسي، ويمارس نشاطه وفق الدستور والقانون، وسبق أن أعلن أنه ضد الانقلابات وأي عمل مسلح. وقد نفى المتحدث باسم حركة العدل والمساواة أحمد حسين آدم أي علاقة للحركة مع حزب المؤتمر الشعبي، وقال في اتصال مع صحفي إن حركته مستقلة وقامت بالهجوم بتنفيذها الخاص. وبدوره قال زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم، الذي تبحث عنه السلطات في العاصمة، إنه سيشن المزيد من الهجمات حتى إسقاط الحكومة. ونقلت وكالة رويتر عنه قوله إن "الهجوم على أم درمان هو مجرد بداية، والنهاية ستكون بانتهاء النظام" على حد تعبيره. وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قد أعلن قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع تشاد واتهمها بالمشاركة في الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش ومتمردي العدل والمساواة في أم درمان. وفي وقت سابق أكدت السلطات السودانية سيطرتها على الأوضاع ودحر مسلحي الحركة، مشيرة إلى أن القوات المسلحة ما زالت تتابع الوضع وتقوم بعمليات تمشيط في محيط الأماكن التي شهدت المواجهات. وفي إطار ردود الفعل الخارجية ندد وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد الماضي بهجوم أم درمان ووصفوه بأنه "عملية إرهابية". كما ندد بالهجوم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، مطالبا بتحرك كثيف وسريع لاحتواء النزاع في دارفور.