دخل أمس موظفو القطاع العمومي بولايات الجنوب في إضراب وطني لمدة ثلاث أيام، ردا على تجاهل الحكومة لمطلبي تحيين منحتي الامتياز والمنطقة الجغرافية، مهددين بتصعيد حركتهم الاحتجاجية في حال استمرار مصالح الوزارة الأولى في تجاهلهم. وأوضح بيان النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني 'سنابست'، أن الإضراب قد سجل استجابة "واسعة" لعمال الجنوب في مختلف أسلاك الوظيفة العمومية، سيما منها في قطاعات التربية بمختلف أطواره والصحة والشبه الطبي والجامعة وبعض الإدارات العمومية، وقد بلغت نسبة الاستجابة الكلية في يومها الأول أكثر من 75 بالمائة، حيث فاقت نسبة الاستجابة في الطور الثانوي نسبة 82 بالمائة، وتجاوزت نسبة 90 بالمائة في بعض الولايات على غرار ولاية بشار، البيّض، ورقلة، أدرار، تمنراست وبسكرة. ودعا البيان ذاته، الأساتذة وجميع الموظفين إلى توخي الحذر من "المغالطات" و"الإشاعات" التي تُبث من بعض الأطراف لتكسير الحركة الاحتجاجية التاريخية، وكذا "التضليل" من بعض النقابات غير المشاركة في الإضراب والتي تنشر وفي هذه الظرف بالذات رسائل ومراسلات "لقيطة" ومبهمة ولا تحمل أي تاريخ. كما توقعت نقابة 'سنابست' أن ترتفع نسبة الاستجابة للإضراب اليوم وغدا، وأن الاحتجاج قابل للتصعيد في حالة عدم الاستجابة للحقوق التي وصفتها ب "المهضومة ". ويطالب عمال الوظيف العمومي لولايات الجنوب، بضرورة تحيين كل من منحة المنطقة ومنحة التعويض النوعي عن المنصب على أساس الجر القاعدي الجديد، والتي تم الاتفاق بشأنهما في محضر رسمي ولكن لم ينفذ، رغم إقرار وزارة المالية بشرعية الحقوق، داعية في هذا الصدد، الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها اتجاه هذا الحق التي وصفه البيان ب"المشروع" وتطبيقه بقوة القانون. من جهتها ،سجلت خلية الإعلام الوطني للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، في اليوم الأول من إضراب ولايات الجنوب التي دعت إليه في وقت سابق، استجابة واسعة من طرف جميع موظفي وعمال التربية في الأطوار الثلاثة بمختلف رتبهم وأسلاكهم، تعبيرا عن رفضهم للإجحاف الذي مسهم وتمسكهم بحقهم "المسلوب" في تحيين منحة المنطقة الجغرافية التي ما زالت تحتسب على الأجر القاعدي لسنة 1989، إضافة إلى منحة التعويض النوعي على المنصب – الجنوب -. وأوضح بيان "أنباف" الصادر أمس، أن قرار الإضراب جاء تنديدا ب"الإجحاف" الذي طال العمال بخصوص تحيين منحة المنطقة الجغرافية ومنحة التعويض النوعي على المنصب، وأضاف انه قد بلغت نسبة الاستجابة للإضراب في الساعات الأولى منه نسبة 71.77 بالمائة، حيث فاقت نسبة الاستجابة في ولاية بسكرة نسبة 87 بالمائة، وتجاوزت نسبة 80 بالمائة في بعض الولايات على غرار ولاية تندوف، غرداية، مع دخول قطاعات عدة في شلل على غرار الصحة، الشبه طبي، والتعليم العالي. كما جددت النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين إصرارها بالذهاب بعيدا في الحركات الاحتجاجية حتى تحقيق المطالب التي قالت أنها "مشروعة". وكان ملف منح المناطق والتعويض النوعي على المنصب - الامتياز - من الملفات التي طرحتها النقابة، أثناء كل المفاوضات في عهد الوزير السابق بن بوزيد، ونظرا إلى كونه يهم كل موظفي وعمال قطاع الوظيفة العمومية حُوّل إلى الحكومة، وعلى الرغم من وعود بن بوزيد لمعالجته إلا أن ذلك لم يتم، ولذلك تم رفعه مرة أخرى إلى الوزير الحالي بابا أحمد عبد اللطيف، مجددا يوم ال4 ديسمبر الماضي، وحُوّل للمرة الثانية إلى الوزارة الأولى دون تلقي أي رد في الموضوع.