استطلاع: محمد كريتر يعيش سكان بلدية عين الدم بدائرة جندل بولاية عين الدفلى ظروف اجتماعية جد قاسية ومتاعب نتيجة افتقارها للعديد من المرافق الضرورية التي من شأنها ضمان حياة كريمة لهم، بدايتها مع مشكل السكن الذي يعرف نقصا فادحا بالإضافة غلى مرافق أخرى من ماء وغاز، نقل وغيرها من خدمات، بلدية عين الدم والتي تبعد عن دائرة جندل بأكثر من 6 كيلومترات يعيش سكانها تحت وطأة الفقر الذي يتكبدونه جراء غياب التام للمسؤولين الذين رموا بطلباتهم عرض الحائط على حد تعبير الكثير ممن التقت بهم –المستقبل العربي- والذين أسروا في فحوا انشغالاتهم عن اللامبالاة والتهميش الذي تفرضه وتنتهجه السلطات المحلية مع مطالبهم المتكررة ، وأنت تسير عبر تلك المنحدرات أول ما يجول في خاطرك هو كيف بالسكان الموزعين على عدة قرى أن يتأقلموا مع هذه البيئة بالنظر إلى حالة الطريق من جهة و كذا صعوبة التضاريس من جهة أخرى وحينما تتجول في شوارع هذه البلدية يخيل لك أنها مدينة مهجورة لانعدام الوافدين عليها ، وعند سؤالنا عن السبب كان الجواب مؤثرا فأبسط الضروريات منعدمة. مشاريع كبيرة بحاجة إلى العقار عاش سكان بلدية عين الدم كغيرها من بلديات الولاية من همجية الدمويين الذين زرعوا فيها الرعب و أرغموا سكانها على مغادرة أراضيهم حيث عرفت هجره جماعية ،متجهين نحو المدن الكبرى و متخذين البيوت القصديرية مساكن لهم و بعد إقرار المصالحة الوطنية ومع البحبوحة المالية التي تعيشها الجزائر ، ومن خلال مشروع التنمية المحلية التي باشرته الولاية استفادت البلدية من جملة من المشاريع دفعت و لو قليلا بعجلة التنمية بالمنطقة و تحولت بلدية عين الدم من المدينة البعيدة إلى القريبة و من مدينة الماضي إلى مدينة المستقبل و من المنطقة المحظورة إلى المسموحة وقد استفادت هذه البلدية من عدة مشاريع ، ففي ميدان السكن الريفي و قصد إعادة إعمار الأرياف و تثبيت السكان في محيط أراضيهم استفادت البلدية من حصص موجهة للبناء الريفي ما زالت بعضها لم تنطلق بعد نظرا لعجز المواطنين عن بناءها لكن يبقى الرقم قليلا مقارنة بعدد الطلبات و قصد تحسين الواجهة على طول الطرق الوطنية و الولائية و البلدية التي تشق هذه المدينة تم توزيع حصص موجهة لترميم السكنات لكن تبقى المشاريع الكبرى كالأقطاب الحضرية بحاجة لحل مشكل العقار.
طرق مهترئة وقرى تعيش العزلة من جهة أخرى ناشد السكان السلطات المحلية ضرورة التكفل بهذا المشكل الذي يبقى أسوء ما يؤرقهم ، أما الكهرباء الريفية فهي الأخرى تبقى الشغل الشاغل للعديد من السكان حيث بقيت الكثير من القرى محرومة منها ، و كذا الحال بالنسبة للري فأمال السكان منصبة نحو إنجاز حواجز مائية و سدود لتكون سلاحا ذو حدين القضاء على أزمة المياه و النهوض بالقطاع الفلاحي حيث تشتهر المنطقة بإنتاج المحاصيل الزراعية و الأشجار المثمرة و ثروة حيوانية من أبقار و أغنام حيث تعد مصدر معيشتهم تأخر كبير في التغطية الصحية والثقافة غائبة إلى إشعار آخر ومن جهة أخرى تعاني بلدية عين الدم تأخرا ملحوظا في ميدان الصحة فقاعة العلاج داخل الوسط الحضري تفتقر لأدنى الشروط ، كما تفتقر البلدية إلى مصلحة طب الأسنان فالمعاناة متواصلة و على المواطن قطع مسافة 30كلم للتداوي في بلدية بومدفع أو جندل و تبقى رحلة العذاب متواصلة إلى أن يتم فتح مركز الصحي يغني المرضى متاعب التنقل من مستشفى إلى أخرى أما في المجال الثقافي فلا يوجد ما يرمز للثقافة في بلدية عين الدم و الطبقة المثقفة يبقى يطالها التهميش ، و الأغرب في هذا كله لا يوجد شيء اسمه جمعية ثقافية بإمكانها النهوض بالفعل الثقافي و تنشيط الحركة الثقافية و فتح فرص العمل و المساهمة في احتضان الأنشطة الثقافية و الملتقيات الفكرية و العلمية واكتشاف المواهب التي حتما هي موجودة و تنتظر من يوقظها فقط، فالثقافة هناك في سبات عميق إلى غاية إشعار آخر و المعاناة لم تتوقف هنا بل وصلت إلى الميدان التربوي فالبلدية بحاجة ماسة إلى متوسطة جديدة بعدما عجزت المتوسطة الوحيدة على استيعاب عدد آخر من التلاميذ رغم ضم أقسام من الابتدائية المجاورة و المطعم هو الآخر بحاجة إلى التوسيع فالكثير منهم يتناول وجبة الغداء على الواحدة زوالا أثناء بدأ الحصص المسائية. الغاز مطلب ملح لدى السكان وبعد كل هذا تبقى أنظار سكان المنطقة منصبة كلها نحو ربطهم بشبكة الغاز الطبيعي التي تبقى مجرد حلم يراود كل سكان المنطقة الشرقية لولاية خاصة و أن بلدية عين الدم يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 800متر و شتائها لا يرحم غادرنا بلدية عين الدم و تلك الصورة الهادئة للمدينة عالقة في أذهاننا ودعنا سكانها بنظرات تحمل من ورائها ألف معنى آملين أن نعود لهذه البلدية الفتية وقد أخذت حقها في التنمية، وما زاد من حجم هذه المعاناة، هي المسالك الوعرة والصعبة المؤدية إلى البلدية والرابطة بين مداشرها لا سيما في فصل الشتاء، أين يزداد الوضع تعقيدا يسبب الحفر والمطبات التي غالبا ما تشكل برك ومستنقعات تصعب حركة السير بالنسبة لراجلين وحتى أصحاب المركبات غير أن مشكل البلدية لا تنتهي عند هذا الحد بل تتعدى لتشمل بذلك مشكل غياب ملحقة الإدارية تمكنهم من استخراج وثائقهم الرسمية والذي تتطلب منهم قطع مسافة 6 كيلومترات للالتحاق بدائرة جندل للاستخراج وثيقة رسمية، ناهيك عن الخدمات الأخرى كقلة المدارس بمختلف أطوارها وحتى ثانويات، والمرافق الضرورية الأخرى وفي هذه الظروف المأسوية ناشد سكان بلدية عين الدم السلطات المحلية وحتى الولائية الذي أصبحوا يستنجدون بها التكفل بانشغالاتهم اليومية، من خلال تجسيد مشاريع تنموية من شأنها فك العزلة عن المنطقة ورفع الغبن عن السكان الذي لطالما عانوا من ويلات العشرية السوداء يعانون من ويلات الفقر والتهميش الذي فرضتها سياسة المسؤولين المتعاقبين، على حد تعبير قاطني المنطقة.