تمكن تيار المعارضة داخل حركة مجتمع السلم الذي يقوده النائب السابق عبد الرزاق مقري على تيار المشاركة في السلطة بقيادة رئيس مجلس الشورى عبد الرحمن سعيدي إثر تحصل الأول على 165 صوتا مقابل 67 صوتا فقط تحصل عليها سعيدي، أين سجل المؤتمر الخامس لحمس احتدام الصراع بين التيارين للمنافسة على قيادة حزب "الراحل محفوظ نحناح". قبل أن يختار المؤتمرون عبد الرزاق مقري من أجل اعتلاء منصب رئيس الحركة، إذ تمكن هذا الأخير من إقناع 1400 مندوب يشاركون في المؤتمر الذي افتتح أشغاله الخميس الفارط واختتم اول أمس السبت. وقد صرح مقري قائلا " الحركة حسمت موقفها في عدم المشاركة في الحكومة، بسبب إخلال السلطة في الجزائر بالتزاماتها بشأن احترامنا لإرادة الشعب واطلاق الحريات السياسية والمدنية، وهذا لا يشجعنا على الاستمرار في خيار المشاركة ". أما رئيس مجلس الشورى عبد الرحمن سعيدي فقد أكد أن " الحركة تتحمل مسؤولية سياسية كبيرة في استقرار الجزائر، باعتبارها أكبر فصيل إسلامي في البلاد، وهو ما يضطرها لطرح مواقفها وخياراتها بهدوء بعيدا عن أي انفعال سياسي ". والجدير بالذكر فإن المؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم عرف حضور قيادات بارزة للحركات الاسلامية، أبرزهم رئيس رابطة علماء فلسطين مروان أبو راس، والقياديين في حركة المقاومة الاسلامية حماس مشير المصري وسامي أبو زهري، ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي سليمان العمراني، ونائب رئيس حركة النهضة في تونس عبد الفتاح مورو، إضافة إلى قياديين من أحزاب العدالة والتنمية والسعادة من تركيا، وجبهة العمل الإسلامي في الأردن، وباحثين من مراكز دراسات في ألمانيا وأمريكا. للإشارة فإن الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني قد أعلن يوم 18 جانفي المنصرم عدم رغبته للترشح مرة أخرى لقيادة حمس من جديد، أين ناشد آنذاك بعض الوجوه التي انشقت عن الحركة على غرار عبد المجيد مناصرة والوزير عمار غول من أجل العودة إلى الحزب الأم ونبذ ما كان من خلافات تم تسجيلها مؤخرا. كما التقى الرئيس السابق أبو جرة بمناصرة نهاية جانفي الفارط، على هامش أشغال الندوة العالمية التي نظمها حزب السعادة التركي، حيث تحدثا مطولا عن المبادرة التي أطلقها قادة الحركة الرامية إلى إعادة لمّ شمل جميع أبنائها. وقد أكدت مصادر عليمة، أن مناصرة، أبدى تحمسه لهذه المبادرة، لكنه لم يمنح موافقته المبدئية لأبو جرة سلطاني، للعودة إلى أحضان الحركة باعتبار أنه لا يمكنه وحده اتخاذ أي موقف بخصوص هذا الموضوع إلا بالعودة إلى المجلس الوطني للحزب الذي يترأسه واستشارة القاعدة النضالية. مضيفة أن رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، ترك من خلال كلامه مع أبو جرة سلطاني بعض المؤشرات التي توحي بأن عودته إلى أحضان الحركة التي كان قياديا فيها مسألة وقت فقط، باعتبار أنه تحدث عن المسار الذي أخذه حزبه الجديد الذي أسسه مؤخرا، وأهم الأسباب التي دفعته إلى التوقف عن النشاط السياسي بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة.