· حافلات تعج بشباب جالسين.. وشيوخ واقفين بات سلوك عدم احترام كبار السن في المجتمع الجزائري، من أكثر السلوكيات التي يستاء منها المواطنون، حيث كثيرا ما صرنا نقف في حياتنا اليومية، على مشاهد تضرب هيبة واحترام لفئة مسها الضعف، مع الكبر، بسلوكيات لا تمت إلى ديننا وعاداتنا الاجتماعية بصلة، كما أنها ليست من المروءة بشيء، خاصة وأنها تطال من هم في مقام الأب والأم. كان كبار السن في المجتمع الجزائري سابقا، يحضون بمكانة كبيرة، ولا ينظر إليهم إلا بنظرة الوقار والاحترام، وإذا كان أحد كبار السن حاضرا في مكان ما، فإن الاحترام يطغى، ولا يتجرأ أحد على القيام بأي سلوك منافي للأدب أو الأخلاق، ولو حتى بكلمة واحدة، لكن اليوم بدأنا نقف على مشاهد ومظاهر تبدو للبعض غير مقبولة، ولا مألوفة، في حين يمارسها الآخرون بشكل طبيعي وكأن شيء لم يكن، حيث تكثر الشجارات أمام كبار السن، وحتى الكلام البدئ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل بلغ بالبعض أن يتجرؤوا على ضرب كبار السن، والتعدي عليهم بالكلام البدئ، وأمام مرأى الجميع. حافلات تعج بشباب جالسين.. وشيوخ واقفين إن ما دفعنا لتناول هذا الموضوع هو أحد المواقف التي يندى لها الجبين، والتي وقفنا عليها في إحدى الحافلات، حيث كان بين الواقفين في رواق الحافلة شيخ طاعن في السن، كما أنه لم يكن يبدوا في صحة جيدة، إلى درجة انه لم يكن يقوى حتى على الوقوف، ومن الصدف أنه كان يقف تماما بمحاذات مقعد يجلس عليه شاب في مقتبل العمر، لكن الشاب لم يفكر حتى في النهوض وترك المكان للشيخ الكبير في السن، والذي ظل واقفا إلى أن وصلت الحافلة إلى محطتها الأخيرة، لكن الأمر لم يتوقف هنا، فما أثار دهشة واستغراب، واستنكار الركاب، هو ذلك التصرف الذي كان الشاب يقوم به من وقت لآخر، حيث كان يصرخ في وجه الشيخ الذي كان يتكأ على مقعده نتيجة تعبه، ليطلب منه وبأسلوب جد وقح، أن يبتعد عنه، مبديا انزعاجا كبيرا، قائلا "اجبد روحك.. غميتني.. تزغد بزاف"، وهذا بدل ان يترك المكان له، وهو ما جعل بعض الركاب يتحدثون فيما بينهم، مبدين أسفهم لمثل هذه المظاهر، التي لا يمكن التعبير عنها سوى بكلمة "عيب..". يعتدي على شيخ ضربا لأنه يتسول.. وإن كان سلوك مثل عدم ترك المكان في الحافلة لكبار السن، من السلوكيات التي أصبحت شبه مفقودة في مجتمعنا، حيث بدأنا نتعود على مثل هذه السلوكيات والمواقف، إلا أن مجتمعنا أصبح يشهد مواقف أخرى أسوأ كالاعتداء على كبار السن، بالشتم والضرب، وهو موقف آخر عايشناه في إحدى الحافلات أيضا، أين قام قابض الحافلة بالاعتداء على شيخ طاعن في السن لأنه كان يتسول على متن الحافلة، ورغم أن البعض حاولوا التدخل لمنعه، من القيام بهذا السلوك مرددين كلمات مثل "هذا شيخ... ترجل على شيخ؟"، لكن هذا لم يثنيه عن شتم الشيخ، وضربه، متحججا بأنه لص وسارق، وهو متعود على التسول في الحافلات، وخداع الناس، رغم أن هذا حسب اغلب الركاب، ليس مبررا ليقوم بالاعتداء عليه، لأنه ومهما كان السبب يبقى لكبير السن هيبته ووقاره. ..و زنديق آخر يشتم عجوزا ويحاول ضربها.. وفي حديثنا مع إحدى السيدات عن الموضوع، أضافت إلى جعبتنا قصة أخرى عن مظاهر عدم الاحترام، اتجاه كبار السن، والتي باتت عنوانا ليومياتنا، ففي هذا الصدد تقول المتحدثة، أنها تعرضت لموقف من هذا النوع حيث قام مجموعة من الشباب الطائش، بالتفوه بكلام بذيء على مسامعها، بينما كانت تسير في الشارع، وهو ما أثار غضبها وجعلها –كما تقول- تدخل في شجار معهم طالتا منهم أن يخجلوا من أنفسهم، لتتفاجأ بأحدهم وهو يشتمها ويقترب منها رافعا يده، ومحاولا ضربها، لولا تدخل بعض المارة الذين منعوه، وتواصل المتحدثة كلامها متأسفة عما آلت إليه أخلاق بعض الشباب اليوم، خاصة عندما يتعلق الأمر بمن هم في مقام الأب والأم.