تتجدد مع حلول كل موسم شتاء معاناة العائلات المقيمة بالأحياء الهشة وعلى ضفاف الوديان المنتشرة عبر الكثير من بلديات العاصمة، كما هو الحال بالنسبة إلى المقيمين ب-جنان بيت المال- وحي-الجاييص- بأعالي بولوغين، وبكونتبات، بوسماحة، سيدي مجبر وطريق الشيوخ بأعالي بوزريعة، على غرار العشرات من العائلات القاطنة بالمناطق الهشة ببلدية المقرية كمزرعة بن بولعيد، وحي الكروش بالرغاية، الباخرة المحطمة ببرج الكيفان، سان فورتاز بالقصبة، وغيرها العشرات من الأحياء التي تتوزع فوق إقليم 47 بلدية ممن يتواجد سكانها تحت تهديد خطر انزلاق التربة وغزو السيول الجارفة لمبانيهم، حيث لا تكاد تنقضي ليلة ممطرة إلا ويعيش معها أفراد هاته العائلات جحيما حقيقيا، يقوض سكينتهم ويرمي بهم في براثين الخوف نتيجة حالة التوجس والتخوف الشديد التي ينتابهم من انهيار سكناتهم فوق رؤوسهم أو أن تجرفهم السيول العارمة، في تكرار سيناريو مآسي موجعة ضربت بعض بلديات العاصمة، التي راح ضحيتها سكان هذه الأحياء إما ردما تحت الأنقاض كما كان مصير إحدى السيدات وابنها بحي كونتبات ببوزريعة العام الماضي، حيث شكل انزلاق التربة المفاجئ الذي أدى إلى انجراف منزلها تحت الأوحال ودفن السيدة حية مع صغيرها فاجعة اهتز لها سكان الحي، الذين شنوا احتجاجات عارمة ضد السلطات المحلية التي بقيت متفرجة أمام المأساة التي تعرضوا لها ،حيث لم تجد الأخيرة من وسيلة لإسكات سكان الحي الغاضبين إلا إيوائهم المؤقت داخل إحدى المدارس قبل أن يقترح عليه رئيس البلدية إعادة تشييد سكنات فوضوية،و يبقى المواطنين يدفعون فاتورة صمت المسؤولين.