الكثير مواطنون يلجأون إلى كتابة نداء استغاثة في الجرائد، من أجل مساعدة اجتماعية او صحية او ما شابه، طمعا في مساعدة ذوي القلوب الرحيمة بعدما أغلق أهل الحل والربط عندنا ابواب مكاتبهم ومسامعهم وقلوبهم دفعة واحدة، والأدهى من كل هذا أنه في الوقت الذي يعاني الناس العوز والفقر، و بعضهم يسعى في كل اتجاه لإجراء عملية جراحية مستعجلة، يرمي سراق مال الشعب الأموال المنهوبة في الكباريهات من خلال " التبراح" ، لدرجة أن أحدهم روى لي أنه يتم جمع تلك الأموال بالمكانس، وفي الوقت الذي يسعى البسطاء والمعذبون في الأرض في هذه البلاد بين وسائل الإعلام طلبا لنشر نداءاتهم من أجل علبة دواء لا تتجاوز 5 آلاف دينار جزائري، يسعى البقارة عندنا لشراء مقعد في البلدية بالشكارة، و لا يمكن لي بقار أو حمار أن يخرج من جيبه ما قيمته 5 آلاف دينار ليقدمها كمساعدة، بل كواجب يحتم على الإنسان معاونة أخيه الإنسان، وحتى هذه الجمعيات التي تدعمها الدولة والتي من المفروض أن تقدم يد العون وتلعب دورها غابت، ليعيش الجميع في غابة متوحشة القوي فيها يأكل الضعيف، حتى أن أحدهم سؤل عن الذي يفعله بمقعد في البلدية وهو ذو جاه ومال، فرد أنه يريد أن يقال فلان كان مسؤول، لقد هانت البلاد وعبادها لدرجة أن صار الناس فيها يتسولون رغيف الخبز والخرق البالية والدواء والبحث عن علاج من خلال إعلانات في الجرائد، هكذا صار الوطن الواحد، وطن لبشر درجة أولى ووطن لناس درجة ثانية، ووطن لناس ما يزالون تحت الأرض قبل حتى أن يموتوا. إنهم الأموات الأحياء