تتواصل معاناة السكان في البلديات الغربية لولاية برج بوعريريج، بسبب ضعف التغطية الصحية بهذه المناطق النائية، جراء العجز الكبير المسجل في جانب التأطير، مع النقص الكبير في الأطباء والأخصائيين وحتى طاقم الشبه الطبي، إلى جانب قلة كميات الأدوية التي تتحصل عليها المرافق الصحية بهذه المناطق، بما فيها اللقاحات المضادة لمختلف أنواع التسممات، خاصة وأنها تعد مرتعا للزواحف والحشرات السامة كالأفاعي والعقارب. يعيش قاطنو بلدية بن داود، المعروفة بصعوبة تضاريسها ويقطنها أكثر من 10 ألاف نسمة مأساة حقيقية فرغم وجود قاعة متعددة الخدمات، إلا أن وضعيتها متدهورة وغير لائقة للبشر فجدرانها متصدعة، والتجهيزات الطبية ناقصة ما جعل الخدمات الصحية رديئة بسبب انعدام الإمكانات البشرية ونقص الطاقم شبه الطبي، والتي إن وجدت فدورها يقتصر فقط على وضع الضمادات وإعطاء بعض الحقن في أحسن الأحوال، حيث يبقى السكان يعانون الأمرين في إجلاء مرضاهم خاصة النساء الحوامل أو الذين يتعرضون للسعات العقارب، ولدغات الأفاعي والذين يكون مصيرهم الموت المحتوم في غالب الأحيان، وهو نفس الوضع الذي تعاني منه كل من بلديتي أولاد سيدي إبراهيم، وحرازة هذه الأخيرة التي تلجأ إلى إجلاء مرضاها نحو ولاية البويرة، ومستشفى أقبو بولاية بجاية القريبة منها في ظل انعدام وسائل الإسعاف والنقل وهناك بعض العائلات تلجأ إلى التداوي بالأعشاب لإسكات آلامها بسبب ضعف دخلها وغلاء الأسعار في المصحات الخاصة، أما المستشفى العمومي بالمنصورة فهو يعاني من مشكل نقص القابلات وأطباء أمراض النساء والتوليد، حيث تعتمد أغلب العائلات على الطريقة التقليدية في عملية التوليد وما يصاحب ذلك من مضاعفات وأخطار محدقة بالأم والمولود على حد سواء وهناك من يلجأ إلى العيادات الخاصة رغم غلاء الأسعار لقلة النظافة، وسوء المعاملة بمستشفى الأمومة و الطفولة "رشيد بلحوسين" ببلدية برج بوعريريج، هذا إلى جانب نقص اللقاحات المضادة لبعض الأمراض المعدية كداء "الليشمانيوز" الجلدي الذي ينتشر بكثرة في هذه المناطق الجنوبية خاصة في القرى الريفية بسبب غياب التطهير، والمراكز الصحية. وأكد سكان هذه البلديات انعدام كلي للقاح المضاد لهذا الداء الذي يتخوف منها الأولياء، مناشدين السلطات المختصة بضرورة العمل على وضع حد لمعاناتهم اليومية للحصول على أدنى حق لهم ولو بجرعة دواء، في انتظار انتهاء أشغال في مستشفى 60 سرير بدائرة المنصورة الذي استفادت منه المنطقة، حيث أن الأشغال جارية منذ سنوات، وهو المرفق الصحي التي تنتظره العائلات، والتي ستنهي معاناتهم مستقبلا.