تعرف عديد المراكز الصحية الواقعة بشرق و جنوب ولاية المسيلة نقصا حادا في الخدمات ما جعلها في حالة ركود أثارت استياء سكان هذه المناطق النائية، التي تبعد بمئات الكيلومترات عن عاصمة الحضنة إذ تضطر أغلبهم إلى قطع مسافات طويلة و شاقة بحثا عن فضاءات العلاج. وقد أضحت هذه المؤسسات عبارة عن مراكز للاستقبال إذ تنحصر مهمتها في توجيه المرضى إلى مستشفى " الزهراوي "، على حد تعبير السكان، الذين أكدوا ل " الراية " أن الوضعية على حالها منذ مدة زمنية طويلة خاصة بمراكز بلديات " أولاد عدي لقبالة، أمسيف، بئر هني، المعاريف، الدهاهنة، السوامع، المعاضيد، أسليم، ونوغة، سيدي أمحمد، سيدي عامر، مناعة. و يؤكد هؤلاء أنه زيادة على نقص الإمكانيات البشرية من أطباء وممرضين، تنعدم بهذه المراكز جل الضروريات بداية بالأمصال المضادة للتسممات العقربية و تسممات الأفاعي، التي تعد من الأساسيات التي يجب أن تتوفر عليها المراكز الصحية بهذه المناطق النائية باعتبار أنها تقع ضمن إقليم الهضاب العليا، الذي تكثر فيه مثل هذه الحيوانات والحشرات المؤذية والخطيرة على صحة الإنسان. و صرح بعض المواطنين ل " الراية " أن عدد الإصابات بلسعات العقارب والأفاعي ترتفع خلال فصل الصيف بنسب كبيرة، بسبب خروج الزواحف من مخابئها، بحثا عن الماء، بعد تكاثرها إذ يصل بها الأمر حد الدخول إلى مساكن المواطنين، ما يعرض سلامتهم للخطر بدليل إصابة ما لا يقل عن 1600 شخص، حسب الإحصائيات الأخيرة، بلسعات أدخلتهم في رحلة شاقة للبحث عن المصل المضاد، بسبب انعدامه بالمراكز الصحية أين يضطر هؤلاء للتنقل إلى مستشفى مدينة بوسعادة و عاصمة الولاية، لتلقي العلاج. الأمر أثار استياء قاطني هذه المناطق، الذين طالبوا بوضع حد لمعاناتهم، التي لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدت ذلك بدليل انعدام أدنى الخدمات الصحية المقدمة للحالات الإستعجالية، ومن ذلك حالات الاختناق المصاحبة للأمراض المزمنة، التي تتطلب العلاج بالأكسجين وارتفعت معدلاتها مع الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة بالإضافة إلى المضادات الحيوية وعلاجات الحمى لدى الأطفال. أما النساء الحوامل فحالهن حال بقية المرضى حيث لا توفر هذه المراكز لهن أدنى العلاجات كما يتكفل أقاربهن بنقلهن إلى مصلحة الولادات، في ظل انعدام سيارات الإسعاف والمناوبات الليلية. وتستثنى من ذلك الإسعافات الأولية، التي تضمنها هذه المراكز كتضميد الجراح وغيرها من العمليات البسيطة.