صدر ، للباحث والأكاديمي بومدين بوزيد ، كتاب بعنوان التصوف والسلطة: جدل المقاومة والسلم ورمزية صاحب الوقت عن دار ذاكرة الأمة للنشر الجزائرية الكتاب يحتوى إلى أربعمائة صفحة، قسمه المؤلف إلى أربعة فصول. وقد أكد الدكتور بومدين بوزيد، أن كتاب التصوف والسلطة: اشتغاله على قضايا التأويل والقراءة في البحث والكتابة، جعله يعود إلى نصوص جزائرية مخطوطة ومحققة، وإلى تاريخ الحركات الصوفية وتشكلها في الجزائر، بالخصوص وهو مضمون الكتاب الموسوم بالتصوف والسلطة: جدل المقاومة والسلم ورمزية صاحب الوقت، وأضاف لقد تزامن ذلك مع اهتمام رسمي بالتصوف والطرقية، كحماية من التطرف الديني والعنف، وحاجة انتخابية في بعض الأحوال.وعن مبررات إصدار الكتاب الميداني، اعتبر المؤلف أن الحديث عن المرجعية الدينية والوطنية للمغاربة والجزائريين، أمام المد السلفي الوهابي والعولمة الجارفة، تتطلب إحياء والعودة إلى الخصوصية الصوفية المميزة لهويتنا وقيمنا الثقافية والاجتماعية، وهذا الاهتمام بغض النظر عن دوافعه السياسية والإستراتيجية التي شاركت فيه مؤسسات رسمية، ومدنية غربية وأمريكية أمام تزايد خطر الجماعات المسلحة المنتمية للقاعدة، على اعتبار أن التصوف والطرقية كتراث ديني وثقافي وأنثر بولوجي، يمكن أن يشكّل وقاية من التطرف عند الشباب، كما تحول في بعض البلدان العربية إلى جزء من رهان سياسي، في زمن ما أصبح يعرف بالربيع العربي.وقد حرص المؤلف على الاشتغال حول مجموعة من الإشكاليات والأسئلة المهمة، في مقدمتها هل التجربة الصوفية الطرقية تجربة دينية تاريخية اجتماعية معقدة ليس من السهل أن نصنف كما تعودنا دائماً على أن هذا من الإسلام أو ذاك؟ أو هل كانت مع المستعمر أم لا؟ وهل كانت ضدّ الاستقلال أم لا؟،كتاب التصوف والسلطة جدل المقاومة والسلم ورمزية صاحب الوقت دراسة منهجية عن الكتابة التاريخية الثقافية في الجزائر، قدم فيه الدكتور بومدين بوزيد ملامسة منهجية تحليل الخطاب، واستثمار النقد الثقافي المستثمر للأبحاث الأنثربولوجية، وفلسفة التاريخ، التي تطرح قضايا الفهم والتأويل، وتلتها ثلاث دراسات تطبيقية منها واحدة خصصها لنص مناقبي حول حياة صوفي صاحب مؤسسة دينية وعلمية )بمجاجة شلف( غرب الجزائر، والباقيان بحثا العلاقة بين التصوف والسلطة مع التركيز على المقاومة والموقف من الآخر.يسعى المؤلف في هذا الكتاب إلى فهم العلاقة بين التصوف كمؤسسة ثقافية واجتماعية والسلطة، سواء تمثلت في أنظمة سياسية مثل المرحلة الكونيالية الإحتلالية للجزائر أو من خلال علاقتها بالآخر أي المسيحي الغازي .قد كان الطابع الغالب على التصوف الطرقي رباطي جهادي، كما أنه في فترات الأزمات في تاريخ المغرب العربي أصبح جزءاً من التبرير الديني للتسلّط السياسي أو الاقتصادي، أو التبرير القدري للاحتلال .ويرى مؤلف التصوف والسلطة أن الارتباط بالسياسية والسلطة والمال ظاهرة تحتاج إلى معاودة القراءة والتاريخ والتأويل، أما التوظيف لها اليوم فهو يتوقف على طبيعة هذا التوظيف الذي قد يكون سافرا أحيانا ويخضع لموازين تتعلق بالانتخابات والنفوذ والقوة.