السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيكم، كانت لدي خطيبة منذ سنتين، وكنت أعرفها قبل الخطبة بخمس سنوات، وقد كانت لي كل شيء: الأم، والأخت، والصديق، وكل شيء، وأعطيتها كل الصدق، والإخلاص، وتعلقت بها كثيرا لدرجة أني لم أتصور في يوم من الأيام أنها تخونني، أو تخذلني؛ لكن حدثت بيننا مشاكل كثيرة، وتركتها منذ 3 شهور، وحاولت أن أنساها، ولكني لم أقدر، وحالتي الآن تعيسة جدا، لأني متعلق بها كثيرًا، وهي لا تستحق كل هذا. أصلي وأدعو ربي كثيرًا من أجل أن أنساها، ولكن دون فائدة، حتى فكرت في الانتحار، وأكلت دواء - والحمد لله – لم يحدث شيء، وصعب عليّ النسيان؛ لأني لا يوجد لدي أصدقاء، ولا عمل حتى أشغل نفسي وأنساها، فماذا أفعل؟ الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: إن أهم ما يُنسيك الفتاة التي كانت خطيبة لك، هي أن تعمّر فؤادك بحب الله، ولعل الخير في فراق هذه الفتاة التي تعرفت عليها قبل خمس سنوات ثلاث منها في معصية؛ لأن العلاقة لم تكن شرعية، ولم تكن على أسس تُرضي الله تبارك وتعالى، والإنسان إذا أحب شيئًا بهذه الطريقة، فإن الله يغار على قلب عبده الذي ينبغي أن يكون عامرًا بحب الله، وكل أمر يُرضي الله تبارك وتعالى. وقد أعجبني قولك إنها لا تستحق، فإذا كانت لا تستحق فلماذا أنت هكذا؟ انصرف عنها، فغيرها كثير، وحاول أن ترتب نفسك بأن تعود إلى الله، وأن تتوب إليه، وتملأ فؤادك بمحبته تبارك وتعالى، وهذه المرة ينبغي أن يكون الاختيار صحيحًا، فإن المؤمن لا يُلدغ من جحر واحد مرتين، وهذا جزء من الحل لكي تنسى الخطيبة الأولى، فعليك أن تسارع في البحث عن خطيبة تختارها على كتاب الله، وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم– تختار فيها الدين والخلق، والعائلة، والصلاح والصلاة والخير، فهذه هي العناصر التي تعينك على نسيان تلك الفتاة بعد حبك لله، وانشغالك بطاعته سبحانه وتعالى. والمؤمن ما ينبغي أن يُحب شيئا لهذه الدرجة، كذلك تذكر ما في هذه الفتاة من عيوب، وأكبرها نقضها للعهد. فعليك أن تشغل نفسك بالمفيد، وتتوجه إلى الله تبارك وتعالى، ومن الضروري الاستفادة من أخطاء الماضي، وهذه المرة عليك أن تختار على أسس صحيحة، بأن تُشرك العائلة، وتشاور، وتستخير، وتختار صاحبة الدين، ويجب أن لا يكون للشاب علاقات هنا وهناك. نحن نريد أن نقول: إن الإنسان يميل إلى هؤلاء، لكن هذا الحب يزداد ويمتلئ به القلب, وتمتلئ به النفس عندما يكونون في الطاعة، وحريصين على رضا الله تبارك وتعالى. وأرجو ألا تفكر في الانتحار، وأن تستغفر الله لمجرد التفكير؛ لأن الأمر لا يستحق، وهي ليست المرأة الوحيدة، ولن تكون الأخيرة، فهناك ملايين أفضل منها، والخير فيما اختاره الله تبارك وتعالى لك، فكيف تريد أن تُقدم على هذه الكبيرة من أجل امرأة، وينبغي أن تعلم أنه لا خير في ود يجيء تكلفًا، ولا خير في ود امرئ متقلب، وتعلم أن قلبك أغلى من أن تجري به وراء السراب. نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يردك إلى الحق ردا جميلا، ونسأله أن يجعل لك مما أنت فيه فرجًا ومخرجًا، وأن يهيئ لك من أمرك رشدًا، هو ولي ذلك والقادر عليه.