اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أن الاعتداء الإرهابي الذي وقع الأسبوع الفارط بمنشأة تيقنتورين "محاولة ترمي لتوريط الجزائر في الحرب الامبريالية التي أعلنتها فرنسا بتدخلها العسكري في مالي"، مشيرة إلى أن الجزائر "هي المستهدفة الأولى من هذه العملية"، محملة كل المسؤولية للدولة الفرنسية من خلال تدخلها في مالي. وقالت حنون خلال لقاء مشترك والأول من نوعه بين الهيئتين البرلمانية و السياسية الذي نشطته بمقر الحزب بالعاصمة، امس، أن المكتب السياسي للحزب باشر في استدعاء قيادات وإطارات لتنظيم مظاهرات وتجمعات "دفاعا عن السلامة والسيادة الوطنية والتحضير لتنسيقية وطنية بمشاركة الشباب بإعتبارهم يلعبون الدور الجوهري في القضايا المتعلقة في الحفاظ على الوطن ". كما اعتبرت حنون أن العملية الإرهابية انتهت في عين أميناس، "لكن تداعياتها مازالت مستمرة"، مشاطرة الرأي مع المحللين السياسيين الذين أكدوا أن الجزائر تعاني اللاأمن في الجنوب داعية الحكومة لاتخاذ تدابير صارمة لمنع مثل هذه الاعتداءات، مضيفة أن العمل الإرهابي "كان متوقعا منذ التدخل العسكري الفرنسي في مالي وأنه لن يتوقف عند هذا الحد." وتساءلت المتحدثة الأولى في الحزب عن الهدف من وراء العملية الإرهابية معتبرة أياها "وسيلة للضغط على الجزائر للمشاركة في الحرب "، مضيفة أن رد الحكومة الجزائرية "كان واضحا وصارما لإنهاء هذه الأزمة"، معلنة دعمها للموقف الرسمي الجزائر "الرامي إلى رفض التدخل العسكري في ليبيا والآن في مالي والدخول في حرب ليست حربنا"، ومثمنة على سيادة قرار الجزائر في مكافحة الإرهاب . وفي سياق ذاته أضافت حنون أن الجزائر لم تعط فرصة لكي تتعقد الأوضاع أكثر وتفرض تدخل عسكري أجنبي على الجزائر من خلال التعجيل في تدخل وحدات الجيش الوطني الشعبي لتحرير الرهائن التي اعتبرتها بالعملية الناجحة، رغم سقوط ضحايا. ودعت حنون إلى "التعجيل بالمخططات التنموية في الجنوب لإبطال كل المخططات التي تستهدف الجزائر. وأكدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، على وجود أطراف أجنبية وراء الهجمة الإرهابية التي استهدفت القاعدة البترولية بعين أميناس، باعتبار أن المنطقة تمثل القلب النابض للجزائر لاحتوائها على الغاز والبترول، مشيدة بالدور الكبير الذي يؤديه الجيش الشعبي الوطني في القضاء على الجماعات الإرهابية وحماية الحدود الجزائرية. وأوضحت حنون أن الجزائر تعد رائدة في مكافحة الإرهاب والجريمة، والواقع يعكس ذلك، ولا يمكن أن تقبل تدخل أي دولة أخرى، في إشارة إلى وجود رغبة لدى بعض الدول في التدخل في شؤون الجزائر. وعن التدخل العسكري الفرنسي في مالي، وصفته حنون في ندوة صحفية، أمس ببداية حرب إمبريالية تسعى إلى نهب ثروات مالي ومنطقة الساحل ككل، ولا علاقة لها بمساعدة حكومة مالي على استرجاع سيادتها، كما أوضحت أن الحكومة المالية الموجودة التي طالبت فرنسا بالتدخل هي غير شرعية وجاءت عن طريق انقلاب وهي لا تمثل إرادة الشعب المالي، هذا الشعب المغلوب على أمره والذي وجد نفسه في مواجهة حرب سيكون الضحية الأولى والأخيرة فيها، وأضافت أن فرنسا تكرر سياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في العراق رغم فشلها. في السياق ذاته، أشارت الأمينة العامة لحزب العمال، إلى أن الجزائر اليوم تقف في مواجهة ضغوطات كبيرة من الدول الإمبريالية التي تحاول إقحامها في الحرب على مالي، كما أن فرنسا تمارس سياسة ليّ الذراع تجاه الجزائر من خلال الدعاية الحربية وتصريحات مسؤوليها حول سماح الجزائر بمرور الطائرات الحربية الفرنسية عبر مجالها الجوي، لتبين للعالم أن الجزائر شريك في الحرب، وأضافت أن أفريكوم هي الأخرى تريد أن تقنع الجزائر بقيادة الحملة العسكرية بدلا من فرنسا.