يبدو أن فرنسا في عهد هولاند بدأت تتحرك في اتجاه استعادة أمجادها التاريخية ، غير أن الملفت في ذلك أن هولاند اعترف في الجزائر بأن استعمارهم لبلادنا كان وحشيا ، وبالرغم من هذا فإنه يرفض الاعتذار من الجزائريين ، وهذا له عدة معاني منها أنه يريد القول وبعظمة لسانه : إننا قادمون وبمثل تلك الوحشية! وفي هذا إنذار مبطن ! وفي حديث وزير خارجية فرنسا عما يجري في سوريا يقول بالحرف الواحد: إن فرنسا ترفض رفضا قاطعا أي حوار للمعارضة السورية المسلحة مع بشار الأسد باعتبار أن أياديه تلطخت بدماء السوريين ، وهذه مأثرة للفرنسيين حيث إن عواطفهم الجياشة بالحب والحنان تحركت وبشكل مفاجئ على السوريين ، وكأن فرنسا لم تتلطخ أياديها بدماء الجزائريين ولا بدماء المصريين زمن اليساري غي موليه أثناء العدوان الثلاثي على مصر، وليت عواطف الفرنسيين والأمريكيين معهم تتحرك ولو لمرة واحدة تجاه الفلسطينيين ! ولكننا نسأل من الذي فوض الفرنسيين للكلام بهذه الطريقة القذرة ونيابة عن السوريين ؟ وإذا كان السوريون يبحثون عن مخرج سلمي لأزمة بلادهم فما الذي يزعج الفرنسيين ؟ وهل تريد فرنسا المزايدة على الأمريكيين وهي أقل من تابع لهم ؟ ثم لماذا لم تتحرك تلك العواطف على السوريين أثناء حرب الال67 ؟ وأمريكا بدورها ترفض الحوار مع الأسد فسبحان الله والحمد لله أن المعارضة السورية لم يعد لها لسان ينطق فهناك من يتكلم باسمها ثم إنني أبارك للإسلامي الفحل معاذ الخطيب الإخواني على امتداح الناطقة باسم الخارجية الأمريكية له حيث وصفته بالقائد العظيم ، ومتى كانت أمريكا حريصة على الإسلام حتى بدأت تصدر الفتاوى لهم ؟ ألا يكفينا الوهابيون ؟ ثم ألا يكفي ما فعلته أمريكا عندما مسخت صورة النبي محمد وحمت أولئك الذين سبوه وأهانوه وتقاضت رشاوى عربية على فعلتها عندما أنقذنا اقتصادها من الانهيار ؟ فسبحان الله ماذا نقول ومن نلوم ؟ على كل حال إن نظام الأسد مازال بحمد الله أقوى منهم وكم من المراهنات على إسقاطه منذ ما يزيد عن سنتين حيث كان الغرب يتوقع سقوط هذا النظام خلال أيام وما زالت هذه الأيام تمتد وتمتد وتطول وتطول حتى تمزقت المعارضة السورية . إن أمريكا والغرب تعلم علم اليقين أن النظام السوري قوي وهي لذلك تطيل أمد الحرب لسقوط المزيد من القتلى والمزيد من الخراب وتبقى سوريا الخاسر الأكبر ولكن عندما ينتصر الأسد فإن سوريا سوف تخرج من هذه المحنة كأقوى مما كانت وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين والحد لله رب العالمين .