هذه هي فرنسا بلد الإشعاع والحضارة والديمقراطية والثقافة ، وهذا صحيح ، ومخطئ من يقول بأن اللص غبي ، إن فرنسا هي ذلك اللص الذي دأب على الظهور بمظهر التقي الورع ، ولكن ما أن تلوح له فرصة حتى تراه ينقض على فريسته كالسهم المارق ويختطفها من بين أيدي أصحابها ، وهذه حيلة واقتدار، وفرنسا في تاريخها الأسود سخرت ثقافتها التي نعترف بها ، سخرتها للمروق والخداع والمكر ، فبات ذلك إستراتيجية من إستراتيجيتها وجزء من عقيدتها ، وهي كما أنها ترفض الاعتذار من الجزائر على ما اعترف به الرئيس هولاند من جرائم ارتكبتها ذات يوم بحقنا ، فهي ترفض الاعتراف بشيخوختها وعجزها ، ولكنها اليوم وفي ظل اليساري المخادع هولاند ربما تكون وقعت في فخ لا تدري من نصبه لها لشدة غبائها ، أو لنقل لشدة غرورها ، وهي بالتالي عاجزة عن الخروج من مستنقع ضحل قليل العمق كمستنقع مالي في الوقت الذي تجر فيه أذيال خيبتها من أفغانستان ، وتستعد للمغادرة بعدما فقدت هيبتها وأذلت جنودها ، إن فرنسا تريد أن تستعيد شبابها بحبوب الفياغرا ، وهذا وهم لن ينفعها بحال من الأحوال ، فالشباب إذا فات فإنه لن يعود ، ولكن الأجيال هي التي تحكم بإعادته إذا ما اتعظت من الماضي الأسود وعملت على الاستفادة من دروس التاريخ و تجارب الماضي ، ويبدو أن فرنسا وقد نظرت لأمريكا التي بدأت تعد للعشرة والمائة قبل النطق بكلمة من الكلمات الداعرة ، نراها وقد سارعت لتصفق لها أمريكا ، وللأسف فإن فرنسا ولحمقها وغبائها تجهل معنى التصفيق الأمريكي الذي يفسر بعضه ولسان حال أمريكا يقول : فليذهب الجميع إلى الجحيم وتبقى أمريكا عالية الجبين مرفوعة البيارق .. نعم هذه فرنسا وقد غطست في مالي وقبل ذلك غطست في ليبيا وهي مازالت غاطسة في المستنقع السوري ، ولكن المفارقات العجيبة الغريبة أن فرنسا تتعاون مع القاعدة في سوريا والإخوان في مصر والسلفية في ليبيا شأنها شأن أمريكا في ذلك وتحارب هؤلاء جميعا في مالي ولنفهم إذا كنا قادرين على الفهم ، والحق أننا نفهم ، غير أن فرنسا هي التي عميت بصيرتها وعمش بصرها ، وهي لا تفهم ولكنها تعرف كيف تمسح بالآخرين ، وكيف تكذب وتعمد إلى الدعارة السياسية و تتعاطى بتلك الروح التي تحتقر الأنداد تعاليا ، وتستهين بأرواح الناس احتقارا ولكننا نقول : العبرة بالخواتيم ....وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، والعاقبة للمتقين ، والحمد لله رب العالمين .