أكد الأمين العام لمجلس شورى دول اتحاد المغرب العربي، الدكتور سعيد مقدم، أن هيئته تسعى لبناء تكتل جهوي براغماتي يعمل على المصلحة المشتركة، داعيا إلى انعقاد قمة مغاربية باجتماع القادة الخمس لدول المنطقة، وكذا تحويل الشورى من مؤسسة استشارية إلى برلمان مغاربي يتمتع بصلاحيات التشريع والمصادقة على الاتفاقيات، والتخلص من التبعية لقطاع المحروقات. ونفى مقدم، خلال ندوة صحفية بمناسبة الذكرى 24 لتأسيس الاتحاد المغاربي، وجود عمل مغاربي منسق في المجالات متعددة الأطراف، مشيرا إلى أن السبب يعود إلى أن بعض الدول المغاربية دخلت فرادى في شراكة مع الاتحاد الأوروبي على غرار تونسوالجزائر، وكذا دخول أخرى في شراكة مع دول عربية، وتلك الشراكات لم تحقق أيا من الأهداف التي سطرت، وأشار إلى أنه قد حان الوقت لاستفتاء دول المنطقة المغاربية فيما يهمها وكذا تحول مجلس الشورى إلى برلمان مغاربي ينتخب أعضاؤه ال 150 عن طريق الاقتراع المباشر، مضيفا أنه يجب الارتقاء بالمجلس الذي يعتبر من مطالب مؤتمر طنجة 1958. وأفاد الأمين العام لمجلس شورى دول اتحاد المغرب العربي، أن المنطقة المغاربية قد تأثرت بالأزمة الاقتصادية العالمية بين 2008 و2010، فهي تتعامل مع منطقة الأورو الذي طالها الركود، ناهيك عن تحول المركز المحوري للاقتصاد العالمي نحو دول شرق آسيا، وكذا بروز أقطاب نمو جديدة كالبرازيل، روسيا، تركيا، جنوب إفريقيا، وأضاف، أن الأوضاع التي مرت بها دول المغرب العربي قد انعكست على الوضع العام، بالإضافة إلى عجز المنطقة المغاربية في التغير الهيكلي في اقتصادها وإنشاء أسواق عمل وفرص شغل لائق حيث أن إجمال الناتج الداخلي المسجل خلال العقدين الأخيرين فيه تأثير محدود على الشغل فقد بلغت نسبة توفير المناصب 46 بالمائة سنة 2010، بعدما كانت 43 بالمائة سنة 1991. وفي سياق متصل، أشار الدكتور إلى أن نسبة البطالة في المنطقة المغاربية قد بلغت 27 بالمائة، وبالنسبة للبطالين الحاملين للشهادات فقد حظيت المغرب ب 18 بالمائة و21.4 بالمائة من نصيب الجزائر، وكذا 25.9 بالمائة في تونس، بالإضافة إلى هيمنة التشغيل غير الرسمي وعدم وجود قانون تشغيل مغاربي. كما أوضح مقدم، أن الأمن الغذائي من أهم النقاط التي يجب تحقيقها، فقطاع الفلاحة لا يشغل سوى 30 بالمائة من مجموع السكان الناشطين حيث يوفر في الوسط القروي 75 بالمائة من فرص الشغل، إلا أن هناك عجزا هيكليا في إنتاج الحبوب كما أن السلع الغذائية الأساسية مستوردة، ناهيك عن 85 بالمائة من المنطقة يطالها التصحر، وتابع بالقول، أن دول المنطقة تواجه طلبات متزايدة في مجال الطاقة، وتقوم بمواجهتها بالطاقات الباطنية على غرار البترول، ورغم توفر إمكانات تتمثل في الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية تبقى غير مستغلة إلا بنسبة 3 بالمائة من أجل توليد الكهرباء. وأشار في هذا الصدد، إلى ضرورة دراسة مشروع سوق مغاربي الذي سيطرح في أول لقاء بين القادة الخمس، مضيفا أنه قد تم تنصيب بنك التجارة الخارجية في تونس بميزانية 100 مليون دولار حيث ساهمت الجزائر ب 10 بالمائة فيه في حين توجد هناك دول لم تساهم في إنشائه، وأوضح الدكتور أن ما يحدث بين المغرب والصحراء الغربية خارج عن نطاق الاتحاد لأن الأمر بيد الأممالمتحدة، مشيرا بشأن الحدود الجزائرية المغربية، أن الأمر مؤقت ومرهون بتسوية الخلافات الثنائية بين البلدين.