يرى الأمين العام لمجلس شورى اتحاد المغرب العربي سعيد مقدم أن القطاع الزراعي بالمنطقة يتعرض لمنافسة خارجية بسبب تحرير المبادلات خارجيا وتزايد الطلب المحلي وكذا تغير النمط الاستهلاكي مما يفرض مضاعفة الجهود للرفع من الإنتاج الفلاحي مع احترام المواصفات النوعية. وقال مقدم في تسجيل للقناة الأولى أن دول المنطقة تعاني عجزا هيكليا في هذا المجال حيث لا تتجاوز مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بالمنطقة 3.7% من إجمالي المساحة كما لا تتجاوز مساحة الأراضي المسقية 7 % من إجمالي المساحة المزروعة. و أضاف مقدم بأن المنطقة تعاني أيضا من عجز في مجال الحبوب حيث لا يمثل الإنتاج المحلي للحبوب في ليبيا سوى 10 % من حاجياتها في حين تبلغ هذه النسبة 30% في موريتانيا و 40% في تونس و 60% في المغرب بحسب المسؤول المغاربي. وقال بأنه آن الأوان لترجمة القرب الجغرافي والثقافي إلى تقارب اقتصادي يسهم في تجسيد الصرح المغاربي باعتباره مشروعا حضاريا واستراتيجيا. وقد دعا المشاركون في المؤتمر الثاني للاتحاد المغاربي للفلاحين الذي بدأت أشغاله أمس بالعاصمة إلى انشاء كتلة مغاربية موحدة لإستيراد الحبوب وتصدير المنتجات الفلاحية وتبادل فائض الانتاج داخل دول المنطقة للحد من التبعية الغذائية للخارج خصوصا وأن واردات دول شمال افريقيا من القمح تشكل 17 % من الورادات العالمية من هذه المادة . وقال محمد عليوي الرئيس الجديد للاتحاد المغاربي للفلاحين خلال افتتاح المؤتمر أمس الأربعاء أن التكتلات الاقتصادية التي نشئت في محيط المنطقة أحدثت ضغوطا على دولها من خلال تحرير المبادلات التجارية و إضعاف موقفها التفاوضي مما يستدعي تحويل القواسم والهموم المشتركة إلى تعاون اقتصادي مغاربي قادر على التصدي للهزات الدولية. غير أن تحقيق هذا الهدف -بحسب عليوي- يتوقف على التوصل إلى تشريع ملائم وتفاضلي بين دول المغرب العربي يمكن من مواجهة سلبيات الاستيراد من خارج المنطقة وتثمين المنتجات الفلاحية المحلية من خلال تبادل فوائض الإنتاج. واعتبر في هذا الصدد أنه من غير المقبول أن تقوم بعض الدول المغاربية باستيراد منتجات فلاحية في حين أن دولا تجاورها تعرف فائضا في إنتاجها. وقال عليوي بأن هذا الاقتراح سيقطع دابر التهريب والمبادلات غير الشرعية التي تنخر اقتصاديات المنطقة. كما سيكون تنظيم عمليات شراء مشتركة للمنتجات الفلاحية لاسيما الحبوب أحد الأولويات التي سيعمل الاتحاد على تجسيدها بفضل القوة التفاوضية والمزايا التي تمنحها مثل هذه العمليات. للذكر فإن الجزائر تسلمت خلال هذا المؤتمر رئاسة الاتحاد من تونس التي احتضنت مؤتمره الأول. وعقد المؤتمرون أمس الأربعاء اجتماعا بمقر مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي لمناقشة وتعديل القانون الأساسي للاتحاد.