كما سبق وأن أكدنا من قبل، فإن رئيس الفيفا جوزيف بلاتير اقتنع أن أحسن حل لأزمة مصر والجزائر هي ضرورة عقد الصلح بينهما دون إصدار العقوبات على أي طرف وذلك بعدما قررت لجنة الانضباط التابعة للفيفا تأجيل الاستماع إلى أحداث مباراة المنتخبين إلى شهر ماي المقبل بعدما كان مبرمجا لنهار اليوم، ولوأنه مقتنع تماما بأن الشكوى التي تقدم بها رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة شرعية بالنظر إلى كون كل الأدلة والقرائن تدل على أن الطرف المصري هوالمعتدي على حافلة المنتخب الوطني في القاهرة وتبين بالموازاة مع ذلك أن الأدلة التي أتى بها زاهر على الاعتداءات المزعومة من الجزائريين على أنصار المنتخب المصري في الخرطوم واهية ولا أساس لها من الصحة، ولم تعد نوايا بلاتير خافية على أحد، حيث احتفظ بملف هذه الأزمة ليستعمله كورقة رابحة في الوقت المناسب، ويبحث حاليا عن الكيفية التي يقنع بها روراوة على قبول الصلح مع الضغط على زاهر لتقديم الاعتذار مقابل تنازل الفيفا عن إصدار عقوبات قاسية على الاتحاد المصري والاكتفاء بعقوبات خفيفة، وهوما يضمن لبلاتير ورقتين ثقيلتين في حساباته خلال الانتخابات المقبلة. محمود بكر :" عدم اعترافنا بحادثة الحافلة قد تعرضنا لعقوبات شديدة" من جهة أخرى، أكد المعلق محمود بكر أن فشل زاهر في التعامل مع أزمة لقاء الجزائر قد يعرض الكرة المصرية لعقوبات كبيرة ستؤثر على مشوار الفراعنة في التصفيات المقبلة لكأس العالم 2014، حيث قال " إن تعاملنا مع مباراة الجزائر بمنطق عدم الاعتراف بتعرض لاعبي الجزائر للاعتداء في القاهرة، وهو وإن كان بسيطا، إلا أنه يمثل جريمة لدى الاتحاد الدولي"، وأضاف" إنه بدلا من ذلك، رحنا نعالج الموقف بطريقة خاطئة بتكذيب هذه الروايات، ومحاولة الإيهام بأن لاعبي الجزائر قاموا بفعل ذلك بأنفسهم، وهوالأمر الذي قد يعرضنا لعقوبات شديدة". أبوريدة يعوض زاهر في عقد الصلح مع روراوة وقد أكد روراوة أن الموقف الجزائري قوي للغاية خاصة وأن مسؤول الأمن التابع للفيفا ولتر غاغ وكذلك مراقب المباراة كمال شداد ومسؤول الأمن السوداني دونا الواقعة في تقريرهما وهوما يدعم الموقف الجزائري. وكانت كل محاولات الصلح التي قام بها عدد من الوسطاء مثل رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم محمد بن همام ورئيس الاتحاد العربي سلطان بن فهد ورئيس شركة المقاولون العرب ابراهيم محلب قد تأجلت بعد أن أكد لهم روراوة أن شرطه الرئيسي هوتقديم اعتذار رسمي وواضح من الاتحاد المصري عن أحداث القاهرة وهوما رفضه سمير زاهر، ولذلك تم إغلاق مفاوضات الصلح بين الجانبين قبل أن يتم استئنافها عقب جلسة روراوة وأبوريدة أول أمس في سويسرا.