حتى وإن لم يكشفها صراحة، فإن المدرب الوطني رابح سعدان ينتابه قلق شديد على تواجد أغلب ركائز المنتخب في وضعية صعبة للغاية خاصة بسبب لعنة الإصابات التي ينام ويستيقظ على أخبارها الشارع الرياضي الجزائري، وبالتالي فإن أمل التألق في كأس العالم القادمة بدأ يتبخر شيئا فشيئا، فمع اقتراب هذا الموعد الذي يعتبر تاريخي بالنسبة للجزائريين، ما يزال شبح الإصابات يلقي بظلاله القاتمة على استعدادات الخضر خاصة وأن كل العرب ينتظرون أحسن تمثيل لهم في أكبر محفل كروي عالمي. ويبقى أهم لاعبي المنتخب الوطني يعانون من الإصابة، فحتى ولو تماثل بعضهم للشفاء على غرار بوقرة ويبدة، إلا أن خطر معاودة الآلام يمثل الهاجس الوحيد بالنسبة للمدرب الوطني ومنهم أيضا من يتابع العلاج بمركز "اسبيتار" بالعاصمة القطرية الدوحة مثل مراد مغني لاعب خط ونذير بلحاج وكذا عامر بوعزة. وكل هؤلاء قد تنسف درجة إصابتهم حلمهم في المشاركة في المونديال في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة، وبالتالي فإن سعدان سيضطر لتدعيم القائمة الأولية المتكونة من 35 لاعب التي ستدخل في تربص كرانس مونتانا السويسرية، حيث في حال تأكد استحالة مشاركة بعض الركائز فإنه سيعين لاعبين محليين في مكانهم، فإذا كان غياب مغني عن صفوف الخضر في سفرية جنوب إفريقيا لا يشكل عائقا كبيرا بالنسبة للطاقم الفني نظرا لتواجد عدة نجوم في نفس منصبه على غرار يبدة، ولحسن وزياني، فإن مكانة الجناح الطائر بلحاج لا نقاش فيها ولا يوجد في الوقت الحالي عنصر قادر على تعويضه كما يجب، ولا تتوقف التصريحات التي تشيد بخدماته في المنتخب الوطني سواء من داخل أوخارج الوطن. ورغم كل ذلك فإن الإرادة وحلم المشاركة في المونديال يبقى السلاح الوحيد الذي قد يجعل هؤلاء يطاردون به الآلام لا سيما وأنهم يعلمون أن كل الشعب الجزائري ينتظر منهم الكثير في منافسة العمر، كما يطلق عليها بوڤرة، يبدة ولحسن يعودان تدريجيا إلى لياقتهم لكن مشكل معاودة الآلام يبقى يطاردهم، وقد تعرض عدد من ركائز الخضر لإصابات متفاوتة الخطورة فالمدافع مجيد بوڤرة، نجم غلاسكو رينجرز، تعافى من الإصابة التي تعرض لها في ركبته وعاد لصفوف ناديه الأحد الماضي بعد رحلة علاج دامت حوالي شهرا، شأنه في ذلك شان قائد المنتخب يزيد منصوري الذي عاد هوالآخر يوم الثلاثاء إلى التدريب مع ناديه لوريان الفرنسي بعد إصابة خفيفة في الركبة أبعدته عن الملاعب لحوالي أسبوع، وفي نفس السياق عاد مدحي لحسن إلى تدريبات ناديه راسينغ سانتاندير الإسباني بعد غياب قصير بسبب آلام العضلة الضامة ولكنه مع ذلك قد يغيب عن مباراة راسينغ أمام فياريال مساء الغد ضمن منافسات الجولة الرابعة والثلاثين من الدوري الإسباني. بينما يبدو أن نجم بورتسموث حسان يبدة قد تعافى بشكل كلي، إذ أنه يشارك بصفة منتظمة مع فريقه في الدوري الإنجليزي. ومن الجهة المقابلة، فإن كلا من نذير بلحاج ومراد مغني لا يزالا تحت رحمة الإصابة والآلام، حيث أن الأول عاد قبل يومين إلى مركز "اسبيتار" بعدما كان قد مكث فيه بعض الأيام من قبل رفقة بوڤرة وذلك بسبب معاودة الآلام، ويخشى الجزائريون تفاقم إصابته مما قد يهدد مشاركته في كأس العالم، علما بأنه سيغيب عن المباراة الأولى للجزائر ضد سلوفينيا يوم 13 جوان المقبل تنفيذا للعقوبة المسلطة عليه من قبل الكاف، في حين فإن الثاني لا يزال يعاني من إصابة في الركبة لم تتحدد درجة خطورتها بعد ولو أن المصادر الطبية تقول أن الإصابة مست كلتا ركبتيه مما قد يحرمه من المشاركة في كأس العالم، وقالت نفس المصادر أنه من غير الممكن أن يتعافى اللاعب قبل موعد بداية منافسات المونديال، والمشكل أنه حتى ولو تعافى قبله فإنه سيبقى يعاني من نقص المنافسة وبالتالي فوجوده سيتساوى مع عدمه، وقد شاهده الجميع في نهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة، حيث لم يشارك في المباريات الأولى بسبب الإصابة دائما، وبدا بعيدا عن مستواه المعهود لما أقحمه سعدان في المباراة ربع النهائية أمام كوت ديفوار. ويعتبر مغني بمثابة حجر زاوية في تشكيلة سعدان خصوصا من ناحية تنظيم الهجمات وبناء اللعب من الوسط .