عاد، أمس، المنتخب الوطني إلى أجواء التدريبات بمدينة نورمبيرغ الألمانية التي ستحتضن النصف الثاني من التربص التحضيري للمونديال القادم، والذي سيدوم إلى غاية الخامس من شهر جوان، وهو التاريخ الذي سيشهد إجراء المباراة الودية الثانية أمام المنتخب الإماراتي قبل شد الرحال إلى جنوب إفريقيا في اليوم الموالي، ومن المنتظر أن يجتمع المدرب رابح سعدان باللاعبين بغية إطلاعهم على الأخطاء التي وقعوا فيها في مباراة إيرلندا ومحاولة تداركها قبل خوض غمار المونديال. وسيعرف التربص أيضا عودة أغلب المصابين، على غرار بوڤرة، مطمور، يبدة وعنتر يحيى، ولكن مشاركتهم في المباراة الودية القادمة ليست مؤكدة لكون المدرب لا يريد المغامرة بهم من أجل تحضيرهم جيدا لمباريات كأس العالم. أكدت مصادر إعلامية إنجليزية أن المبعوث الخاص للمدرب كابيللو إلى دبلن، فرانكو بالديني، لمعاينة المنتخب الوطني أمام إيرلندا، لم يوف مدربه بأية معلومة مفيدة، تماما كما حدث أمام المنتخب الصربي، حيث أن ذات المبعوث لم يفهم المردود الذي قدمه الخضر وأكد لكابيللو أنه لا يمكن أخذ المباراة بعين الإعتبار، ولقد شوهد بالديني وهو يدوّن ملاحظاته التقنية عن المنتحب الوطني وعن لاعبيه المتواجدين فوق الميدان، وهي المعلومات التي يكون الكثير منها عديم الفائدة بحكم أن "الخضر" لم يلعبوا مباراة إيرلندا بالتشكيلة الأساسية. كما أن المدرب رابح سعدان لم يطبق خطته التكتيكية المعهودة، من خلال اضطراره إلى خوض المباراة في غياب أربعة ركائز وهم المدافعين عنتر يحيى ومجيد بوڤرة و لاعب وسط الميدان حسن يبدة والمهاجم كريم مطمور، وهي الغيابات التي اضطر بسببها سعدان إلى انتهاج خطة لا يحبذها إطلاقا، مع إشراك بعض العناصر في غير منصبها. أضف إلى ذلك، أن أغلبية اللاعبين جدد، وبالتالي لم يسبق لهم اللعب مع بعضهم البعض، وهي المعطيات التي تعد من العوامل المساهمة في تعرض كتيبة سعدان لهزيمة ثقيلة. وكان الخط الذي يعد العمود الفقري للمنتخب الوطني، وهو خط الوسط، يفتقد كثيرا لخدمات يبدة، حيث وعلى الرغم من تألق مهدي لحسن في ثاني مباراة له مع "الخضر"، فإنه كان بحاجة إلى مساندة من طرف هذا اللاعب، الذي قال عنه سعدان في إحدى المناسبات "إن يبدة يسهل لي كثيرا العمل، فهو بمثابة المدرب الثاني فوق الميدان بفضل حسن تمركزه وتوجيهاته السديدة لزملائه". كما ظهر القائد يزيد منصوري بعيدا عن مستواه في استرجاع الكرات وتغطية الوسط الدفاعي، وهو ما دفع بسعدان إلى أخذ قرار استبعاده من التشكيلة الأساسية. أكد مهاجم المنتخب الوطني، كريم مطمور، أن الخسارة الثقيلة التي مني بها "الخضر" أمام إيرلندا قاسية جدا بالنسبة للفريق رغم اقتناعه بأن زملاءه أدوا مباراة جيدة على العموم وأهداف المنافس جاءت من أخطاء تافهة. كما انه استغل الفرص التي أتيحت له جيدا، عكس لاعبي المنتخب الوطني. كما أشار إلى نقص اللعب المنسجم الذي حال دون إيصال الكثير من الكرات إلى المهاجمين. ومن جهة أخرى، أوضح لاعب مانشنغلادباخ الألماني أنه لا ينبغي التأسف على نتائج المباريات الودية وضرورة مواصلة التحضير الجدي والعمل على تحسين اللعب الجماعي والمنسجم، من أجل الجاهزية التامة في المباراة الأولى من المونديال أمام المنتخب السلوفيني. ولم ينس كريم الحديث عن الأنصار الأوفياء للخضر، حيث قال "تعرفون أننا نملك أحسن جمهور في العالم". وأكد مطمور أيضا، أن غياب الركائز امام إيرلندا أثّر كثيرا على مردود "الخضر"، حيث قال إن تواجد بوڤرة جنبا إلى جنب مع حليش يعطي دفاعا متماسكا والتوازن المناسب. هذا، وقد منح الأطباء الضوء الأخضر لمطمور من أجل التدرب مع المجموعة، وبالتالي فمن المنتظر أن يندمج مع التشكيلة ابتداء من اليوم . أحدث الحارس الدولي الجزائري، رايس مبولحي، ضجة في الأوساط الإعلامية البلغارية بعد تألقه في اللقاء الودي الذي جمع المنتخب الوطني بنظيره الإيرلندي، حيث قالت الصحف البلغارية إن مبولحي يستحق اللعب في المونديال برفقة "الخضر" وأنه يشرّف الألوان الجزائرية والبلغارية بصفته أول لاعب أجنبي يشارك في كأس العالم على مدار تاريخ النادي البلغاري. من جهته، أشاد نجم سلوفيا صوفيا بالإمكانيات التي يتمتع بها زميله مبولحي والتي وصلت لتقمص ألوان المونديال، حيث قال في هذا الشأن: "أعتقد أنها فرصة كبيرة أمامه لإثبات قدراته الكبيرة أمام الجميع، أنا سعيد جدا من أجله. رايس مكسب كبير للمنتخب الجزائري، أتمنى له النجاح وأعتقد أنه سيكون عند حسن ظن الجميع". بعد اللقاء الممتاز الذي أداه اللاعب الجزائري الموهوب جمال مصباح أمام المنتخب الإيرلندي، والذي حظي من خلاله بإشادة العديد من المتتبعين، أثنى عليه مدرب فريق لازيو روما الايطالي الذي يلعب له مراد مغني، دافيد بيلارديني، مما جعله يقترح اسمه ضمن الأسماء الخمسة التي هي في مفكرته لضمها الموسم القادم. ويعود الفضل لاستدعائه، إلى تألقه في أول مباراة له مع الفريق الوطني وكذا مساهمته في صعود فريقه ليتشي.