أجمع لاعبو المنتخب الوطني على أنهم أهدروا فوزا ممكنا وأنهم هم من أهدوا سلوفينيا أول ثلاث نقاط لها، في وقت سيطروا فيه على أغلب فترات المباراة، كما أكدوا على أنهم لا يزالون متمسكين بالتأهل إلى الدور الثاني على الرغم من الخسارة، ومن جهة أخرى، فقد دافعوا كثيرا عن الحارس فوزي شاوشي ومهاجم سيينا الايطالي عبد القادر غزال بعد ارتكابهما خطأين فادحين، كلفا المنتخب الوطني خسارة مرة في أول خرجة له في هذا المونديال. حيث قال المدافع مجيد بوقرة أن منتخب سلوفينيا لم يفعل أي شيء في المباراة كما أن الهدف الذي أمضاه كان ساذجا إلى أبعد حد بعد خطأ من الحارس شاوشي، مشيرا إلى أن الفريق الوطني لعب بطريقة جيدة وكان قادرا على الفوز، وأضاف " نحن من أهدينا الفوز لسلوفينيا، لم يكن بوسعنا تعديل النتيجة خاصة بعد طرد غزال". بدوره أكد كريم زياني أن المنتخب السلوفيني لم يكن أفضل من المنتخب الجزائري مشيرا إلى أن الخسارة ليست نهاية العالم وأنه ينبغي التحضير الجيد للمباراة القادمة ضد انجلترا التي سيخوضها الخضر بدون ضغط لأنهم ليس لديهم ما يخسرونه، "لا يجب أن نتهم شاوشي وغزال بأنهما السبب في هزيمتنا، فكل لاعب معرض لارتكاب الخطأ ولا يسعه أن يفعل شيئا أمام موقف كهذا"، مضيفا "نتيجة المباراة تحددت عبر بعض الجزئيات، لقد لعبنا أحسن من سلوفينيا، بالرغم من أننا لازلنا نعاني من الناحية الهجومية، ورغم أن فرصنا تقلصت في المرور إلى الدور الثاني إلا أننا لم ولن نيأس، رغم أن المنافس القادم اسمه انجلترا" وبدوره قال اللاعب المغضوب عليه يزيد منصوري الذي كان احتياطيا في المباراة أنه ينبغي على الحارس فوزي شاوشي تحمل مسؤولياته كاملة لأنه يلعب في المستوى العالمي مؤكدا أن الخسارة بمثل هذه الطريقة يصعب تقبلها وأن المنتخب السلوفيني ليس من مصاف المنتخبات القوية، كما أن الخسارة جاءت بطريقة ساذجة جدا، وقال "لا زلنا سذجا، لعبنا أمام منافس أكثر خبرة منا، يجب أن نعمل أكثر كي نتفادى مثل هذه الهزائم". هذا و قد رفض منصوري حصر أسباب الهزيمة في الأخطاء التي وقع فيها كل من الحارس شاوشي والمهاجم غزال، لكنه أكد أن حظوظ المنتخب الجزائري لا تزال قائمة في التأهل إلى الدور الثاني من المنافسة العالمية الشهيرة. وأبدى لاعب وسط سوشو الفرنسي رياض بودبوز أسفه من الخسارة قائلا "خسرنا بطريقة ساذجة، ولا نستحق ذلك كوننا لعبنا أحسن من سلوفينيا، وخلقنا فرصا أكثر منهم خاصة في الشوط الثاني، من المؤسف جدا أن الخسارة جاءت عن طريق خطأ، وهذا وضعنا في وضع حرج جدا لأننا مطالبون بالفوز أو التعادل على الأقل في المباراة المقبلة". وأضاف بودبوز، الذي لم يشارك في المباراة وكان الأكثر طلبا من طرف الجماهير: "لا يجب أن نحمل شاوشي وغزال مسؤولية الهزيمة، فهذا الأمر يعنينا جميعا نحن كلاعبين". وبالرغم من وقع الهزيمة، إلا أن اللاعبين لم يتأثروا كثيرا من الناحية النفسية، وحافظوا على هدوئهم وتحدثوا مع الصحافيين بشكل عادي، وفيما رفض الحارس شاوشي الإدلاء بأي تصريحات بسبب حالته المعنوية المتدهورة، فإن غزال اكتفى بتصريح مقتضب قال فيه "أنا محبط جدا، ومتأسف على ما حدث في المباراة". وعبر عن أسفه العميق لطرده في المباراة ، حيث قال أنه لا يلوم إلا نفسه وأن عليه أن يتحمل مسؤولياته كاملة لأن كأس العالم لا تسمح بهذه التصرفات، كما انتقد الحكم وقال أنه كان لا يستحق الإنذار الأول بخلاف الإنذار الثاني رغم أنه لم يكن لديه النية للمس الكرة باليد. و بإجراء مقارنة بسيطة بين مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم و كأس إفريقيا للأمم الماضية، نجد أنه كان متفائلا جدا في مبارتي الافتتاح أمام سلوفينيا ومالاوي إلا أنه سجل هزيمتين مفاجئتين عكس كل التوقعات، ولكن نتذكر جيدا أن اللاعبين بعد خسارة مالاوي عقدوا العزم على الثأر و التدارك في المباراة الثانية آنذاك أمام منتخب مالي و هو ما حدث بالفعل، وها هم يكررون نفس الكلام بعد هزيمة سلوفينيا، حيث يقولون أنهم سيرفعون التحدي و سيقاتلون أمام انجلترا يوم الجمعة خاصة وأنها مباراة حياة أو موت لأن الخسارة تعني الإقصاء مباشرة و بالتالي فالفوز وحده هو الذي يبقي على أمل التأهل إلى الدور الثاني. ويخوض المنتخب الوطني مباراته الثانية يوم الجمعة المقبل في كايب تاون أمام انجلترا التي سقطت في فخ التعادل أمام الولاياتالمتحدة في اللقاء الأول بينهما بسبب خطأ فادح لحارس مرماها روبرت غرين. انتقد مدرب الوطني رابح سعدان ونظيره السلوفيني ماتياز كيك الأرضية شبه الصناعية لملعب بيتر موكابي في بولوكواني، حيث أرجع سعدان خطأ الحارس شاوشي والأداء الباهت بوجه عام للمباراة إلى سوء أرضية الملعب والكرة المثيرة للجدل "جابولاني" ، وهي نفس وجهة النظر التي تبناها كيك. وقال سعدان "أعتقد أن الكرة وأرضية الملعب سببا المشاكل لكلا الفريقين ، كان من الصعب التحكم في الكرة"، وأضاف "كل اللاعبين بما في ذلك الحارس قالوا أمس عقب انتهاء التدريب أن الكرة تبدو سريعة للغاية في الهواء وعندما تركض على أرض الملعب". وكذلك استخدم قائد المنتخب السلوفيني كورين صاحب هدف المباراة الوحيد كلمات قاسية في وصف ملعب بولوكواني والكرة الرسمية لمونديال جنوب إفريقيا، حيث قال :"دار الكثير من الحديث حول الكرة ، من الصعب التحكم فيها عندما ترسل كرات طولية ويعاني حراس المرمى من مشاكل عدة معها"، وأضاف "أرضية الملعب سريعة للغاية مما يؤدي لبعض الأخطاء". وكذلك انتقد كيك أرضية الملعب وقارنها بالأرضية الاصطناعية التي لعب عليها فريقه حين تفوق على روسيا في الملحق الأوروبي الفاصل المؤهل لكأس العالم، وقال "لا أوافق على هذه الأرضية ، لأننا بدأنا فقط في التعرف عليها يوم المباراة، إنه ليس عذرا لأن الوضع نفسه صار علينا وعلى الجزائر ، إننا سعداء حقا بتجاوز العشب الاصطناعي عقب تجربتنا في روسيا". وأكد كيك أن فريقه استحق الفوز على الجزائر لأنه كان الأفضل في عموم المباراة وكان يقاتل من أجل حصد النقاط، حيث قال:"سعيد بالفوز لأننا بحثنا عنه ، كنت أعرف أن اللاعبين يريدون ذلك وحققوا ما أرادوا". " لا أخفي أني كنت متخوف من المنتخب الجزائري" وأوضح كيك أن المنتخب الجزائري قدم مباراة جيدة، حيث كان يتمتع بأفضلية معنوية لتعوده على لعب المباريات الكبيرة خاصة عبر مشاركته الأخيرة في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت بأنغولا، وأشار إلى أنه كان متخوفا من المباراة وأعد لاعبيه جيدا من الناحية النفسية، كما أكد على ضرورة العودة إلى العمل سريعا للتحضير لمباراة المنتخب الأمريكي، هذا ولم يستبعد كيك قدرة فريقه على التأهل إلى الدور الثاني رغم المنافسة الشرسة. ومن جهته عبر سعدان عن سعادته بأداء فريقه ،حيث قال "سعيد جدا بالأداء الذي قدمه فريقي وأشكر اللاعبين على مجهوداتهم وسلوكهم طيلة المباراة التي حسمت عن طريق جزئية صغيرة"، وأضاف "الخسارة كانت قاسية ، ودون شك ستصعب علينا الأمور في المباراتين المتبقيتين خاصة وأنهما ستكونان ضد منتخبين على مستوى عال وبشكل أكبر المنتخب الإنجليزي، سنرمي بكل ثقلنا في المباراة ضد إنجلترا لمعرفة مستوانا الحقيقي خاصة وأننا نصنف ضمن الفرق الصغيرة". وأوضح سعدان من جانب آخر، أنه سيحافظ على نفس التشكيلة ، التي خاض بها لقاء سلوفينيا ، خلال المباراتين القادمتين مع تغيير النظام التكتيكي حتى يكون الفريق أكثر انسجاما مع طريقة لعب المنافسين، حيث قال :" اكتشفنا حقيقة المستوى العالي ، مثل هذا النوع من المباريات مهم جدا للاعبينا لكسب المزيد من الخبرة خاصة وأنهم يمثلون المستقبل". واعترف سعدان بأن المنتخب الجزائري عليه البحث عن مهاجمين من الطراز العالي لتحقيق التكامل بين خطي الدفاع والهجوم ، مثنيا على الثنائي كريم مطمور وكريم زياني ، للتخلص من عقدة "العقم" الهجومي. وأشار سعدان إلى أنه طلب من لاعبيه قبل المباراة أخذ الحيطة من الكرة والعمل على توظيفها لصالحهم لكن المنتخب المنافس هو الذي استغل الفرصة وسجل هدف الفوز ، مضيفا أن المنتخب السلوفيني يملك إمكانيات كبيرة و بات يملك أفضلية معنوية هائلة في سباق التأهل إلى الدور الثاني بعد فوزه بأول ثلاث نقاط.