اللغة حدّت من دائرة مشاهدي أفلامنا "الأمة العربية": كيف كان التحول من ميدان الكتابة الصحفية والتنشيط الإذاعي إلى كتابة السيناريو؟ الطيب محدادي: في البداية لم أكن لأقتحم ميدان أو عالم الكتابة السينمائية، حيث أنني كنت أؤمن بأن لي قدرة على الكتابة في واحد من الجوانب الأدبية، لأنني متعدد المواهب -إن صح التعبير- متحكم في ناصية اللغة العربية إلى حد ما، وقد سبق لي أن خضت تجربة العمل الإذاعي بأن قدمت برنامجا على المباشر "جلسة إذاعية" بإذاعة الواحات، كما عملت مراسلا لعديد من الجرائد الوطنية منها "أنباء الجامعة" ،"الواحة الأسبوعية" وجرائد أخرى إلى أن جاءت سنة 2004 حيث أعلنت مؤسسة "الفنك الذهبي" عن طريق التلفزيون الوطني عن إجراء مسابقة في كتابة السيناريو للأفلام القصيرة، راودني الطموح حينها فشاركت وكنت من بين الفائزين بفيلم "البيوت السعيدة" وكنت ضمن 15 فائزا آخر وكنت الوحيد من الجنوب. * نقص الأفلام في الوسط التلفزيوني يدفعنا للتساؤل هل الجزائر تعاني من أزمة كتّاب أم ماذا؟ - البعض يقول إنّنا في الجزائر نفتقد لكتاب السيناريو بل إننا نحتاج إلى فتح للأبواب لكثير من الشباب الهاوي في هذا الفن، لماذا لا يتم تدريسها في دور الشباب أو مراكز التكوين المهني ...هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد تعرفت على الشباب الطامح ممن خاض تجربة الكتابة السينمائية لكن هذه الكتابة استغلت من طرف انتهازيين، وهو ربما ما كان الداعي الذي جعلهم يعزفون عن الكتابة السينمائية. * في الآونة الأخيرة نلاحظ إنتاجا ضئيلا فيما يخص الأفلام الثورية، ترى ما مكمن هذا التراجع؟ - ولعي بالثورة منذ الصغر جعلني مهووسا بمتابعة الأفلام الثورية، حتى أنني قرأت في بعض الجرائد أن الأفلام الثورية الجزائرية تسمى ب"سينما العالم الثالث" اليوم لم نعد نشاهد هذه الأفلام بقدر ما عدنا نشاهد أفلام لربما اللغة المتداولة فيها تفرّق أفراد المجتمع عوض أن تجمعهم، لذلك أدعو كل غيور وكل مؤسسة إنتاج سمعي بصري أن تشجع على إنتاج الأفلام الثورية التي تجرّم أعمال المستدمر الفرنسي. وأرى أنه حان الآأوان لأن ندعو كل المساهمين في عالم الإنتاج التلفزيوني إلى التطرق إلى أفلام السير، فنحن بحاجة إلى من ينتج فيلما عن حياة مفدي زكريا، الفضيل الورثلاني .. وكثيرين من الرموز، فمن العار أن تنتج السينما المصرية فيلما عن حياة الرمز جميلة بوحيرد في حين كان من المفروض أن يكون إنتاجا جزائريا، فنحن بحاجة إلى سينما تتحدث عن سير من صنعوا النصر والتاريخ ذات يوم. * يعاني منتوجنا السينمائي من محدودية مشاهديه لأسباب عدة، فهل يمكن لك أن تحلل لنا هذا الوضع؟ - مشكلة اللغة هي التي حدّت من دائرة مشاهدي أفلامنا، فنحن لربما لا زلنا نكتب بلغة هجينة فلا هي عربية فصيحة ولا هي بالعامية يفهمها المشرقي إنما هي لغة خليط بين ما هو فرنسي وعربي وأمازيغي و... فإذا أردنا أن تشاهد أفلامنا من قبل المشارقة وجب علينا أن نحدد اللغة التي نكتب بها. * منذ أيام شهدت الجزائر رحيل الشاعر "عمر البرناوي"، فما هو الأثر الذي تركه في نفسك؟ - في الحقيقة الإعلان عن وفاة البرناوي عبر وسائل الإعلام أرى بأنه لم يكن كافيا لذكر خصال الرجل وما قدمه للثقافة الجزائرية، فقد كان خدوما لوطنه إلى أن وافته المنية. قدّم للإذاعة الوطنية الكثير من الأعمال، وقدّم للصحافة المكتوبة بمجلة ألوان التي كنت شغوفا للحصول على كل عدد ينزل إلى السوق ويكفيه فخرا أنه صاحب "من أجلك وطني" فالرجل ترك فراغا كبيرا في نفوسنا. * كلمة أخيرة - نرحب بانضمام "الأمة العربية" للساحة الثقافية ونتمنى لها مزيدا من النجاحات وللجزائر دوام الأمن والأمان لأنه بالأمن تنتعش كل جوانب الحياة.