إلى وقت غير بعيد، كان غار الباز عبارة عن مغارة مهجورة تسكنها الطيور، لاسيما ما يعرف عند أهل جيجل ب “الباز”، إضافة إلى كونه ملجأ للأبقار والحمير، والتي تجد راحتها مع درجة الحرارة المعتدلة نسبيا بداخله، كما استغله بعض المواطنين الذين يستعملون طريق الكورنيش كمزبلة عمومية يرمون فيها مختلف الفضلات تغير وجه هذه المغارة بعد زيارة والي ولاية جيجل لأشغال توسيع الطريق الوطني رقم 43 على مستوى النقاط السوداء، أين لفتت انتباهه هذه المغارة المهملة فقرر تحويلها إلى متحف لفترة ما قبل التاريخ، وهذا بإشراكه كل القطاعات في عملية التهيئة والترميم لتفتح بتاريخ 06 جويلية 2006، وهذا بعد إنجاز تماثيل ضخمة تجسد عصر الديناصورات وإنسان العصر الحجري، أو ما سمي بالإنسان العاقل، إضافة إلى طيور الخفافيش، وكذا إنارة خاصة أضحت صورة رائعة لفترة ما قبل التاريخ. وتعتبر مغارة الباز، بولاية جيجل، إحدى المغارات العشرة العجيبة التي اكتشفت سنة 1917، منها الكهوف العجيبة ومغارة “لامادلان”. وتقع مغارة الباز على بعد أمتار من النفق الموجود بطريق الكورنيش، والذي كلف خزينة الدولة أزيد من 220 مليار سنتيم، وفتح أمام المارة في الأشهر الأخيرة بعد انهيار جبل صخري بالطريق القديمة. وتوجد بهذه المغارة قاعة كبيرة طوله 50 مترا وعرضها 60 مترا، وارتفاعها يتراوح بين 20 و32 مترا في الجهة الجنوبية للقاعة.. أين توجد فتحة اتسعت بفضل التآكل، تسمح بالتمتع بالأشكال الصخرية الكلسية العجيبة. وقد صادفنا بعض العائلات رفقة أطفالها في رحلة وصفوها بالشيقة، لاسيما أنها توجت بتربية سياحية وتاريخية للأطفال الذين تعرفوا على عدة حيوانات انقرضت وكانوا يشاهدونها على شاشة التلفاز فقط، مما زاد من بهجة الأطفال الذين زاوجوا بين متعة زرقة شاطئ الكهوف العجيبة والمشاهد التربوية لغار الباز. وتشهد المغارة، خلال فصل الصيف بالخصوص، استقبال03 آلاف زائر يوميا، لاسيما من طرف الجمعيات والمنظمات والمؤسسات التربوية. وتقدر درجة الحرارة في المغارة ب 16 درجة مئوية، لكنها تختلف عن مغارة الكهوف العجيبة بافتقارها للصواعد والنوازل.. لتبقى معلما سياحيا آخر بعاصمة الكورنيش.