لم يحمل المؤتمر السادس لحزب العمال أي جديد يذكر فيما يخص بقاء لويزة حنون على رأس الحزب، بصفة أمينة عامة لخمس سنوات أخرى، فيما قد تعرف قمة هرم التشكيلة تدعيما بوجوه جديدة، بالتزامن مع تعديل القانون الأساسي وتوسيع تركيبة الهيئات القيادية. وكانت قد شهدت الأيام الثلاثة للمؤتمر، إجماع المندوبين على تأييد دعوة حنون لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، المتضمنة حل البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية مسبقة، مثلما حُظيت لوائح المؤتمر بمناقشات مستفيضة، حيث قام المندوبون بالتطرق إلى مختلف الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما ينتاب الوضع الراهن في الجزائر، بالموازاة مع بحث المؤتمرين سبل الذهاب إلى أبعد حد في الإصلاحات الاقتصادية التي كرّسها قانونا المالية التكميليان لسنتي 2009 و2010. وركز المؤتمر بشكل خاص على ملفات الاستثمار والتشغيل وكذا الخصخصة، ونال ملف مكافحة الفساد نصيبه أيضا من مساجلات المندوبين ال 966، في حين عُلم أنّ قيادة العمال حريصة على مراجعة إستراتيجيتها العامة وسلم أولوياتها مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والمحلية المقررة سنة 2012، إذ لا يستبعد فاعلون أن يبرم الحزب تحالفات جديدة على منوال ما فعله مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة شهر ديسمبر الماضي. ومع اقتراب موعد تجديد مختلف هيئات الحزب، لم يبد أي ناشط في التشكيلة رغبته في الترشح لزعامة الحزب خلال العهدة القادمة ومنافسة الأمينة العام الحالية لويزة حنون، في وقت توحي كل المؤشرات أنّه سيتم تزكية حنون بالإجماع على رأس الحزب إلى غاية العام 2015. وإذا ما جرى تعديل القانون الأساسي للحزب وهو سيناريو وارد جدا ستشهد كل من الأمانة العامة واللجنة المركزية وهما أعلى هيئتين قياديتين في الحزب، توسيعا في تركيبتهما، مع توقعات بحضور أكبر للعنصر النسوي وتدعيم الهيئتين بوجوه شابة مرشحة لأن تحل مكان أخرى مخضرمة.